لا يجادل احد في كون الاستاد نور الدين الصايل ( 62 سنة ) شكل احد اعمدة مهرجان السينما الافريقية بخريبكة في دوراته الاولى على الاقل ودلك عندما كان مرتبطا بحركة الاندية السينمائية التي تربى في احضانها العديد من عشاق السينما ومتتبعي اخبارها والتي يرجع الفضل اليها في انتاج مجموعة من المبدعين والنقاد والباحثين السينمائيين وفي مقدمتهم الصايل نفسه . ولا يجادل احد في كونه ومند توليه منصب المدير العام للمركز السينمائي المغربي سنة 2003 قد وضع خبرته وموقعه وشبكة علاقاته الداخلية و الخارجية رهن اشارة الجهات المنظمة لهدا المهرجان . ولا شك انه كان من المقتنعين بضرورة تطوير هدا المهرجان تنظيميا وتحويله الى موعد سنوي . وبالفعل تم مند بضعة اسابيع احداث مؤسسة المهرجان لتحل محل جمعية المهرجان وتم اختياره بالاجماع رئيسا لهده المؤسسة التي ستعمل لاحقا على استكمال هياكلها التنظيمية ومباشرة عملها كمؤسسة . وادا كانت الجمعية قد افلحت سابقا في ضمان استمرارية المهرجان وانتظاميته مرة كل سنتين من 2000 الى 2008 فان مؤسسة المهرجان استطاعت ان تدشن سنة 2009 اول دورة سنوية من 18 الى 25 يوليوز لهدا المهرجان العتيق . ومعلوم ان هده الدورة الجديدة أي الدورة 12 قد تم الاعداد لها في زمن قياسي ولهدا يمكن اعتبارها دورة انتقالية في انتظار الدورات القادمة التي يامل الجميع ان تكون اكثر احترافية في اختيار افلام المسابقة الرسمية وباقي الفقرات وان تكون لجن تحكيمها اكثر استقلالية في اختياراتها للافلام المتوجة . ان ما لاحظه المتتبعون لدورة 2009 هو هيمنة رئيس المؤسسة بشكل شبه كلي على التظاهرة وتحكمه في كل صغيرة وكبيرة وخلطه بين تسيير المهرجان وتسيير المركز السينمائي . وهكدا ظهر للجميع ان باقي اعضاء المؤسسة الجديدة اصبحوا مجرد كومبارس في جوقة المهرجان التي يديرها الصايل بقبضة من حديد ويستدعي لتاثيثها من يريد من اصدقائه واتباعه ومريديه والمطبلين لسياسته وتوجهاته في ادارته للشان السينمائي بالبلاد . لقد دخل مهرجان خريبكة ابتداء من دورته 12 مرحلة تم من خلالها القطع بشكل شبه نهائي مع تقاليد واعراف واكبت الدورات السابقة . ففي الماضي كانت الاندية السينمائية وعلى راسها نادي خريبكة المحلي ( اقدم نادي سينمائي مغربي ) تساهم من خلال اطرها في التنظيم والتنشيط الثقافي لمختلف الفقرات ( تقديم الافلام و تسيير جلسات النقاش وتاطير الورشات التكوينية ... ) اما دورة 2009 فقد تميزت بتكليف الممثل والمنشط التلفزيوني الشاب يوسف بريطل بتقديم كل الافلام داخل المركب الثقافي وتنشيط كل فقرات المهرجان من الافتتاح الى الاختتام . كما عهد بتسييركل جلسات مناقشة الافلام المشاركة في المسابقة الرسمية الى الناقد والصحافي السينمائي الصديق نور الدين كشطي ( امين مال الجمعية المغربية لنقاد السينما ) وعززه الصديق خليل الدمون (رئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما ) في تسيير الجلسات الثلاث لتقديم وتوقيع كتب " خربوشة " لخالد الخضري ( قدمه الناقد مبارك حسني بحضور المؤلف ) و " صورة المهمش في السينما " من اصدارات نادي ايموزار للسينما ( قدمه الباحث الفني الدكتور حميد اتباتو بحضور ممثل النادي الاخ مصطفى دربوز ) و " المكونات الجمالية والفكرية لسينما محمد عبد الرحمان التازي " من اصدارات جمعية القبس للسينما والثقافة بالرشيدية ( قدمه حميد اتباتو وعامر الشرقي واحمد سيجلماسي وضمير اليقوتي كمشاركين في تحرير مواده بحضور المخرج المبدع عبد الرحمان التازي ). اما المائدة المستديرة اليتيمة التي احتضنها المهرجان صبيحة يوم الاحد 19 يوليوز بفندق فرح فقد صال فيها الصايل وجال واختلطت لديه مهمة التسيير بمهام التنظير وابداء الراي والرد على بعض التدخلات . لقد تكلم الصايل في هده المائدة اكثر من المشاركين ومارس نوعا من الاستادية على الجميع وليت الامر توقف عند هدا الحد بل تجاوزه الى فقرة التكريمات التي هيمن عليها من خلال اختياره الفردي للمكرمين الاربعة وحديثه عن علاقاته بكل واحد منهم واستضافة اصدقائه لتاثيث لحظات التكريم بشهاداتهم الى جانبه . وجاءت في الختام مفاجاة لم يكن ينتظرها احد من رواد الاندية الحاضرة والنقاد السينمائيون والصحافيون المتخصصون وهي الاعلان عن فوز الفيلم الروائي الطويل الاول للصديق محمد الشريف الطريبق " زمن الرفاق " بالجائزة الكبرى للمهرجان ( 70 الف درهم ) على حساب الفيلم الاتيوبي " طيزا " الدي اجمع كل المتتبعين للمهرجان على قوته الابداعية وتميز كتابته السينمائية وتكامل وانسجام عناصر التعبير الفني فيه . ان التحيز لهدا الفيلم المغربي المتواضع فنيا يمكن اعتباره ضربا لمصداقية لجنة التحكيم واساءة لسمعة مهرجان خريبكة بل واعلانا مبكرا عن موته ادا استمر رئيس مؤسسته ماسكا بمفرده في العلن والخفاء بكل الخيوط يحركها ارضاء لاهواء داتية وتلميعا لوضع سينمائي لم تفلح سياسته في تحسينه بالشكل المطلوب . احمد سيجلماسي ''الفوانيس السينمائية''