استغرب نقاد ومتتبعون سينمائيون تتويج فيلم زمن الرفاق في اختتام المسابقة الرسمية لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة في دورته الثانية عشرة، وهو فيلم أيديولوجي بامتياز اعتبره أكثر من ملاحظ محاولة لتبييض فترة تاريخية معينة كانت أحداثها معلومة للجميع، وهو حسب نفس الملاحظين، فيلم فاشل من الناحية الفنية. وقال الناقد السينمائي احمد السجيلماسي في تصريح لـالتجديد عقب توزيع الجوائز على الفائزين : مجموعة من الجوائز كانت في محلها إلا أن المفاجأة التي أثارت غضب كثير من عشاق السينما هي منح الجائزة الكبرى للفيلم المغربي زمن الرفاق، لأنه في الحقيقة لا توجد أي اعتبارات سينمائية فنية التي تحكمت في منح الفيلم هذه الجائزة. ويتناول الفيلم الصراع الفكري الذي عرفته الجامعة المغربية في التسعينيات بين التيار الماركسي والتيار الإسلامي. متهما في نفس الوقت الطلاب الإسلاميين بالعنف وقتل أحد الطلبة القاعديين. وقد خلف هذا الإعلان غضب العديد من النقاد والمتتبعين السينمائيين الذين رأوا في ذلك بعدا سياسيا أكثر منه سينمائيا. وأضاف السجيلماسي مستنكرا:هناك اعتبارات أخرى، ذلك انه في المهرجان الوطني بطنجة منح الفيلم جائزة العمل الأول ولم يكن يستحقها، والآن في مهرجان خريبكة يمنح الجائزة الكبرى، في حين أن هناك فيلم كبير هو الفيلم الإثيوبي تيزا الذي يستحق كل جوائز الدورة، و كذلك الفيلم التونسي الذي كان من المفروض على الأقل أن يحصل على دور أحسن دور رجالي للممثل الراحل فريد شوبال. و ختم السيجلماسي قائلا:أنا شخصيا و مجموعة من النقاد والزملاء السينمائيين الذين يحتجون لكن لم يقدروا أن يصرحوا بها ، أنا أصرح بها الآن : أعلن عن موت مهرجان خريبكة . من جهته قال مدير المركز السينمائي المغربي نورالدين الصايل في تصريح لالتجديد : في آخر لحظة كانا تيزا وزمان الرفاق هما الفيلمان الوحيدان على التساوي مشيرا إلى أن اللجنة قد تكون تعلقت بشريط زمن الرفاق من حيث الواقعية وصراعات واقعية مازالت لها امتداد إلى اليوم. ويمكن أن تيزا سار في اتجاه النضال التمجيدي والبعد الوطني الذي ينقص من البعد الكوني للفيلم. وربما هذا هو التأرجح الذي وقعت فيه اللجنة. واعترف الصايل انه من الناحية الكتابة الأكاديمية السينمائية شريط تيزا يعد متميزا بالمقارنة مع زمن الرفاق نظرا لمخرجه الذي يجر ورائه تجربة 45 سنة من السينما . هذا وقد تم الإعلان عن جوائز الدورة الثانية عشرة لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة مساء السبت 25 يوليوز2009 بالمركب الثقافي بحضور وزيرة الثقافة ثريا جبران قريتيف، و مدير المركز السينمائي نورالدين الصايل، والسلطات المحلية، وشخصيات فنية وسينمائية مغربية وأجنبية وعربية من بينها الممثل المصري عزت العلايلي الذي ألقى كلمة بمناسبة تكريم المخرج الراحل يوسف شاهين الذي عرض له فيلم باب الحديد. أما جائزة لجنة التحكيم(50الف درهما) فقد فاز بها الشريط الغيني الغياب لمخرجه ماما كيتا. في حين عادت جائزة الإخراج(20الف درهما) للفيلم الإثيوبي تيزا للمخرج هايلي جيرما الذي كان من المتوقع أن يفوز بالجائزة الكبرى وبجوائز الأخرى. أما جائزة السيناريو (20الف درهما) فعادت للسيناريست أداما درابو عن الفيلم المالي فانتان فانجا. أما جائزة أحسن دور نسائي (20الف درهما) فعادت للممثلة الغينية جاكي تافرنيي عن دورها في فيلم الغياب. في حين فاز الممثل المغربي الشاب عمر لطفي بجائزة أحسن دور رجالي في فيلم واش عقلتي على عادل الذي يتطرق إلى الهجرة و الإرهاب. وفاز عمر الناجي عن نفس الفيلم بجائزة ثاني دور رجالي، بينما عادت جائزة ثاني دور نسائي (10الف درهما) للممثلة الأثيوبية ابيي تادلا عن فيلم تيزا. للإشارة فقد كانت انطلاقة الدورة الثانية عشرة لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة يوم 18 يوليوز 2009 و استمرت إلى غاية 25 منه. وقد تميزت هذه الدورة أن عرفت إحداث مؤسسة تشرف على المهرجان بدل الجمعية، ويترأس المؤسسة نورالدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي.