استمرت فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان السينمائي الدولي بمراكش في يومها الثالث بدخول المغرب للمنافسة الرسمية من خلال عرض فيلم «الرجل الذي باع العالم». مباشرة بعد عرض الفيلم «الرجل الذي باع العالم» الفيلم أثار مباشرة بعد عرضه العديد من الملاحظات والانتقادات القوية التي همت بعض المشاهد الساخنة الواضحة وشملت الإيحاءات الجنسية للثنائي سعيد باي وفهد بنشمسي، هذا فضلا عن اختلاف النقاد والمهتمين حول قوة أو ضعف هذا العمل السينمائي. ولفهم تداعيات هذا الفيلم السينمائي، كان لابد من جس نبض الجمهور، وهو ما صب في مجمله في انتقاد العمل. «هل يمكن أن تقبل أن يقتحم هذا الفيلم بيتك، هل تسمح أن تشاهد صورة واضحة للممارسة الجنسية بين ذكر وأنثى?، أنا لا أتهم أحدا، لكنني أتساءل هل لنا الحق في مشاهدة فيلم فيه إيحاء جنسي وقبلات متبادلة بين ذكرين؟، هل بمثل هذه الأفلام يمكن أن نطور السينما المغربية؟»، بهذه الكلمات لخص طالب جامعي انطباعه عن فيلم سهيل وعماد النوري. في السياق ذاته، علقت ناقدة مصرية على مستوى هذا الفيلم السينمائي، بالقول بلغة ساخرة: «هذا الفيلم عقاب جماعي للجمهور». وعلقت أجنبية حضرت عرض هذا الفيلم السينمائي في ردها على سؤال صديقتها:«لماذا يقومون بمثل هذه الأفلام قائلة باستخفاف:«إنهم يفعلون ذلك ليظهروا أنهم أذكياء وأنهم أحسن من الآخرين». واختار مخرج مغربي شهير أن يختزل مستوى الفيلم بالقول: «إنني حاولت أن أفهم الفيلم، لكنني لم أستطع، كذلك لم أحس بهذا الفيلم، أعتقد أن مخرجيه غامرا في هذه المقاربة الفيلمية التي تابعناها». وعبر مسؤول في قناة جهوية عن تذمره من مستوى فيلم»الرجل الذي باع العالم»، وقال إن هذا الفيلم سيء للغاية. وجنح ناقد مغربي شهير إلى لغة المهادنة، مع اشتراطه عدم نشر اسمه، بالقول:«عندي انتقاد لديكور هذا الفيلم السينمائي، ومن جهة أخرى، من المحتمل أننا كنا بحاجة إلى نظارة، أعتقد أنه فيلم ينتمي إلى صنف الأفلام ذات الأسلوب الذي لا يمكن التحكم فيه، أفلام بلا قيمة أو رسالة غير العمل في حد ذاته»، في حين علق آخر على العمل قائلا: «من المهم أن نشير إلى انتماء الفيلم إلى تراث الأدب الروسي، على وجه التحديد إرث دويستوفسكي، وهذا أمر لا يجب نسيانه أو تهميشه في الحكم على العمل». من جهة أخرى، دعا مخرج شمالي إلى الاستماع إلى الجمهور، وقال بلغة مستخفة:«إذا استمعت إلى صوت الناس الذين شاهدوا الفيلم السينمائي، فسيعطوك الانطباع الذي يعفيك من آراء النقاد» وشهدت الفترة الصباحية تنظيم ندوة صحفية للوفد الكوري الجنوبي الذي تم الاحتفاء به في الدورة الحالية لمهرجان السينما بالعاصمة الحمراء. وعرفت الندوة حضورا لافتا للصحافة الأجنبية على وجه الخصوص، وضم الوفد خمسة مخرجين وثلاثة كوميديين ورئيس الوفد، هذا فضلا عن مترجمين. وذكر رئيس الوفد أن السينما الكورية تعرف نهضة سينمائية مهمة في السنوات الأخيرة،إلا أن هذه النهضة السينمائية الكورية مرت بعدة مراحل مهمة. وأشار إلى أن سينما كوريا الجنوبية انطلقت بشكل فعلي مع نهاية الحرب العالمية الثانية، بعد انجلاء الاحتلال الياباني لكوريا، في هذه السنوات بدأت البداية لتأريخ سينما كوريا. وأضاف أنه في بداية الستينات بدأ الاهتمام بشكل فعلي بسينما كوريا الجنوبية، وبدأ إنتاج الأفلام الكورية بشكل متواصل، إلا أن انهيار حائط برلين كان مهما في تاريخ السينما الكورية. واعتبر المسؤول السينمائي أن بداية الألفية الثالثة شهدت طفرة سينمائية مهمة، منحت هذه السينما الريادة في أوساط السينما العالمية. وفسر المسوؤل هذه الريادة السينمائية الكورية الجنوبية بوجود إرادة سياسية تراهن على تطوير السينما الكورية، كما أن تطور هذه السينما مرتبط بوجود شركاء عالميين آمنوا بقدرة وإمكانيات هذه السينما. وأكد المسؤول أن هذه الإرادة السياسية أفضت إلى العديد من الخطوات الفعلية، من بينها المراهنة على تكوين الكفاءات في المجال السينمائي، كما تراهن في تطوير السينما على تقوية البنيات التحتية السينمائية، هذا فضلا عن تقوية سياسة الانفتاح على مدارس سينمائية عديدة. في الإطار ذاته،عرف قصر المؤتمرات تنظيم حفل الاحتفاء بالسينما الكورية الجنوبية، هو الحفل الذي أشاد فيه ممثلو السينما الكورية الجنوبية بالتكريم بالمغرب الذي اعتبروه شرفا لهذه السينما. وتلا هذا التكريم عرض فيلم «مهووس بالنساء والرسم» خارج المنافسة، هو فيلم تدور أحداثه في كوريا خلال القرن التاسع عشر، حول طفل يتيم يفتقد للتكوين الفني،سيصير واحدا من الفنانين التشكيليين الأكثر شهرة في آسيا والمعروف بنزوعاته الجنسية الشاذة، إلى جانب حياته العبثية.