نحو رؤية ثقافية جديدة عاشت مدينة سطات في الفترة المتراوحة بين 4 و 7 أبريل 2007 حدثا ثقافيا وفنيا يستحق هذه الوقفة الإعلامية، خصوصا وأن هذا المدينة قد دخلت رحاب المهرجانات السينمائية الوطنية، بل الأجمل هنا دخولها خريطة المهرجانات الوطنية من زاوية الهواة، وحينما نقول الهواة نقول الفرصة الشبابية بل فرصة الراغبين والحالمين بأن يصبحوا يوما ما فاعلين حقيقين في المشهد السينمائي الوطني ككل، نقصد بهذا الحدث " المهرجان الوطني لفيلم الهواة " في دورته الأولى والذي كان من توقيع نادي الفن السابع بمدينة سطات بتعاون وتشارك مع المجلس البلدي لهذه المدينة... إن حدث مهرجان فيلم الهواة محطة سينمائية فنية الرابح الأول فيها هو هذا الشاب الطموح الآتي من مواقع جغرافية وطنية متباعدة، بل هذا الشاب المغرب الآتي أيضا من فرنسا وألمانيا... الهاجس الأول الذي يجمع هؤلاء الشباب هو البوح بالصورة والصوت عما يخالج دواخله وأعماقه بكل عفوية وبساطة وصدق بعيدا كل البعد عن كل الرؤى المعقدة ... بل إن فيلم الهواة هنا هو احتفال وعقد قران بين المخرج الشاب وصورته في فيلمه، وهي صورة في نهاية المطاف تمثل في العمق جانبا من جوانب المعيش اليومي للإنسان المغربي عبر امتدادات جغرافية وزمنية مختلفة ومتعددة. إن فيلم الهواة في سطات احتفال جماعي للمنظمين وللمخرجين الشباب ولجمهور مدينة سطات ولكل المدعمين والمشجعين لهاته الفكرة التي ولدت من رحم انشغالات واهتمامات وهموم الفن السابع داخل نادي الفن السابع بسطات الذي ارتأى أن يكسر تلك القيود التي كانت تعرقل مبادراته الحرة، عوض البقاء سجينا داخل جهاز الجامعة الوطنية للأندية السينمائية الذي بات من المؤكد ومن اللازم عليه أن يعيد تصوراته وفي الكثير من القضايا التنظيمية والمستقبلية ... من هنا ارتأى " نادي الفن السابع " أن يأخذ المبادرة وفق رؤية تشاركية مع المجلس البدي لسطات : فكانت فكرة المهرجان الوطني لفيلم الهواة، وهي فكرة خطط لها بطريقة تنظيمية تهدف في العمق إلى تحفيز المخرجين الشباب إلى التكوين والبحث ولعل ورشة كتابة السيناريو، والتصوير السينمائي وورشة المونتاج، فكرة ربطت بين طموح الشباب المخرجين وتكوينهم ، بل تشجيعهم على المضي في البحث وتحسين وتطوير قدراتهم ومهاراتهم التعبيرية الفيلمية . بكل تأكيد إن مدينة سطات في انطلاقتها الثقافية هذه وهي انطلاقة جرئية تتناغم فيها بعض الفعاليات الثقافية المنتمية إلى العمل الجمعوي ومن يدبر الشأن الثقافي جهويا بالإضافة إلى من يدبر الشأن المحلي، وكذلك المهتمين وأسماء المدينة الثقافية والفنية وجمهور مدينة سطات المتعطش للصورة والضوء خصوصا الآتية من شباب يتميز بالطموح والرغبة في تحيقيق أحلامهم ... كل هذا في اعتقادنا حينما يتوفر ومن موقع البساطة الجميلة والإصغاء للآخر في أفق الانخراط الكلي داخل المنظومة الثقافية الوطنية. كل هذا في اعتقادنا من الممكن أن يساهم في جعل مدينة سطات قبلة عشاق السينما بشكل عام ولمن يريد أن يوقع فيلمه الأول ابتداء من مدينة سطات التي بهذا العمل ستكون محطة للوقوف والتأمل عوض أن تكون محطة عابرة لمن ينطلق من الدارالبيضاء إلى مراكش والعكس صحيح، وما يؤكد كلامنا هذا هو أننا سنعيش في الأيام القريبة المقبلة أيضا مجموعة من الأحداث الثقافية والفنية .... التي ستعمق صورة مدينة سطات صاحبة الذاكرة التاريخية الوطنية، ونخص بالذكر مهرجان الزجل ومهرجان الثقافة الشعبية وهما مهرجانان ثقافيان سينظمان وفق رؤية تشاركية وتعاونية بين المديرية الجهوية للثقافة بسطات وبعض مكونات المجتمع المدني الثقافي. حسن مجتهد /الدكتور الحبيب ناصري