خصص الناقد السينمائي الصديق عبد الاله الجوهري ، معد ومخرج البرنامج التلفزيوني "كاميرا الأولى" ، الفقرة الثالثة من حلقة ليلة الثلاثاء 11أكتوبر 2011 من برنامجه المواكب لأحداث ووقائع السينما والسمعي البصري ببلادنا ، للتعريف بجوانب من المسيرة الفنية لرائد دبلجة الأفلام بالمغرب الراحل ابراهيم السايح | 1925 ~2011| . وقد تزامن البث الأول لهده الحلقة مع احياء أسرة الراحل للدكرى الأربعينية لوفاته . ويمكن القول أن معد البرنامج ومخرجه نجح الى حد كبير، عبر تركيب جميل للمعطيات الواردة في التعليق وماء جاء على لسان ضيوفه الثلاثة وصور الراحل ومقتطفات من أفلامه المدبلجة وغير دلك ، في تسليط الأضواء على تجربة هدا الرائد السينمائي المغربي الكبير الدي انطلقت معه التجربة المغربية في دبلجة الأفلام الأجنبية سنة 1952 بباريس بفيلم " انتصار الحق " عن "الأحدب " من اخراج الفرنسي جان دو لانوا سنة 1944 ومشاركة أصوات عربية على رأسها صوت الممثل المصري الكبير جميل راتب ، واستمرت الى عقد الثمانينات بكل من الرباط والدار البيضاء . ومما لفت انتباهي في الفقرة المخصصة للراحل السايح من برنامج " كاميرا الأولى " هو اختيار "أوارد " احدى أجمل أغاني المطرب الهندي الكبير محمد رفيع | 1924~1980| التي اعتبرت سنة 1965 أحسن أغنية يتضمنها الفيلم الدائع الصيت " دوستي " الدي دبلجه السايح تحت عنوان " الصداقة " ولقي نجاحا منقطع النظير في جل القاعات السينمائية المغربية الشعبية ، وتوزيع مقاطع منها على امتداد الدقائق العشر من عمر هده الفقرة . وهدا ان دل على شيء فانما يدل على دراية معد ومخرج البرنامج بتاريخ وواقع السينما الهندية ، فهو أحد المتخصصين والمولعين بالفيلم الهندي ، خصوصا في عصره الدهبي ، الدي حظيت العشرات من عناوينه بدبلجات الراحل ابراهيم السايح التي ساهمت بشكل أو بآخر في ترسيخ الشكل الهندي البوليودي كمكون أساسي من مكونات الفرجة السينمائية بالمغرب. للحديث عن تجربة السايح استضاف الجوهري الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي ، المهتم بتاريخ السينما بالمغرب ، والمترجم محمد الحسيني ، المتخصص في ترجمة حوارات الأفلام الهندية الموزعة ببلادنا ، والممثل مولاي عبد الله العمراني الدي اشتغل مع الراحل في بعض أفلامه المدبلجة . تمحورت تدخلات سيجلماسي حول أهم محطات المسيرة الاعلامية والفنية للراحل السايح مند نشأته في وسط عائلي رباطي عريق مطبوع بمحبة العلم ودراسته الابتدائية والثانوية وتخصصه في الترجمة من الفرنسية الى العربية ، مرورا بالوظائف المختلفة التي شغلها بالمكتبة الوطنية من 1945 الى 1950 وجريدة" السعادة " و " راديو ماروك " وقناة " تيلما " في مطلع الخمسينات بالدار البيضاء وانتهاء بالتفرغ لدبلجة الأفلام الأروبية والأمريكية وخصوصا الهندية . ولم تفته الاشارة الى الأفلام الوثائقية ، وعلى رأسها فيلم " محمد الخامس " سنة 1955 ، التي أنتجها وأخرجها السايح وبعض الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة التي ساعد في اخراجها أو كتابة حوارها العربي الى جانب مخرجين فرنسيين والمسلسلان التلفزيونيان اللدان دبلجهما لفائدة التلفزة المغربية في منتصف الثمانينات وبعض الاصدارات . أما الأستاد الحسيني فقد تحدت عن طريقة السايح في الدبلجة وعن اشتغاله معه في ترجمة حوارات بعض الأفلام الهندية من قبيل " نور العين " و" الحب والخطيئة " وغيرهما . كما أشار الى بعض عناوين الأفلام الناجحة التي دبلجها السايح بالرباط كفيلم "الصداقة " والبيضاء كفيلم " الحب والحياة " وباريس كأفلام "كوهينور " و " طريق العمال " و " المتشرد " وغيرها . في حين تحدث الممثل القدير مولاي عبد الله العمراني عن اشتغاله مع السايح في بعض أفلامه المدبلجة وأشاد بالطريقة العلمية التي كان يتبعها الراحل ابراهيم في نقل مضامين الحوارات الى عربية دارجة مفهومة عبر تقنيات مضبوطة . وتجدر الاشارة الى أن جل كبار الممثلين المغاربة سبق لهم أن اشتغلوا مع السايح في دبلجاته سواء داخل المغرب أو خارجه ندكر منهم على سبيل المثال الأساتدة : حميدو بنمسعود و الراحل محمد الزياني و الطيب الصديقي ونبيل لحلو وأحمد الطيب لعلج والراحل محمد سعيد عفيفي والراحل العربي الدغمي ومحمد حسن الجندي والراحل عبد الرزاق حكم و مصطفى منير و صفية الزياني والهاشمي بن عمر و حبيبة المدكوري والراحلين لطيفة وحسن الصقلي وعزيز موهوب و الراحلة وفاء لهراوي و زكي الهواري والراحل محمد أحمد البصري ونعيمة المشرقي ونور الدين بكر وعبد القادر مطاع وهلال عبد اللطيف ومحمد الحبشي وسعد الله عزيز وخديجة أسد والراحل عائد موهوب وسعاد صابر وحميد الزوغي ومحمد الخلفي وغيرهم كثير ... فتحية للصديق عبد الاله الجوهري على التفاتته التلفزيونية لأحد رواد السينما المغربية وتحية لطاقم برنامج " كاميرا الأولى "ومزيدا من التوثيق السمعي البصري لداكرتنا السينمائية والتلفزيونية . أحمد سيجلماسي خاص ب: ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة