الإذاعة الوطنية بالرباط تكرم رائد الدبلجة الراحل إبراهيم السايح خصصت الإذاعية المتميزة الزميلة سميرة الأشهب حلقة الأحد 25 شتنبر من برنامجها «كي لا ننسى»، الذي يبث على أمواج الإذاعة الوطنية من الرباط كل أحد من السابعة إلى الثامنة مساء، للحديث عن الراحل ابراهيم السايح، الذي غادرنا إلى دار البقاء، وتجربته السينمائية بمناسبة استعداد أسرته للاحتفاء بالذكرى الأربعينية لوفاته. استضافت الصحافية سميرة أربعة ضيوف داخل استوديو 5 بمقر الإذاعة الوطنية هم: رضا السايح، أحد أبناء الراحل، وحميدو بن مسعود، الممثل المعروف الذي اشتغل مع السايح في دبلجاته الأولى بفرنسا في الخمسينيات من القرن الماضي، والهاشمي بن عمر أحد قيدومي فرقة التمثيل بالإذاعة الوطنية الذي اشتغل مع السايح في دبلجاته داخل المغرب والناقد أحمد سيجلماسي. تمحور موضوع هذا اللقاء الإذاعي حول أهم محطات التجربة الفنية والثقافية والإعلامية لهذا الرائد الكبير وحول الجوانب الإنسانية والأخلاقية والبيداغوجية في تعامله مع أبنائه ومختلف الممثلين الذين اشتغلوا معه منذ انطلاقة أول تجربة له في الدبلجة إلى آخر عمل أنجزه قبل اعتزاله. تحدث في البداية ابنه رضا عن نشأة والده في الرباط وخصوصا في أزقة المدينة العتيقة، كما تحدث عن أسرته الرباطية العريقة وعلمائها ومثقفيها والدور الذي لعبه هذا الوسط العلمي في تكوين الشخصية الثقافية والفنية للراحل ابراهيم السايح. كما تحدث عن محطة اشتغال والده بالمكتبة الوطنية من 1945 إلى 1950 وإصداره سنة 1947 لكتيب حول كرة القدم المغربية يعرف من خلاله بقوانين هذه اللعبة الرياضية الشعبية ولتسعة أعداد من مجلة خاصة بالأطفال وغير ذلك، وأشار إلى الطريقة البيداغوجية المتقدمة التي كان يتعامل بها مع أبنائه وبناته الخمسة المعتمدة على الحوار والبعيدة كل البعد عن العنف. في حين ركز الممثل العالمي حميدو على البدايات الأولى لممارسة الراحل السايح لفن الدبلجة بباريس واستحضر بعض الذكريات معه وأشار كذلك إلى الصعوبات والتحديات التي واجهته آنذاك، كما تحدث عن الممثلين المغاربيين الذين اشتغلوا مع السايح في دبلجة الأفلام الفرنسية والهندية وغيرها، وذكر بالنجاح المنقطع النظير الذي لقيه فيلم «منكلا البدوية»، المدبلج، في القاعات السينمائية المغاربية، هذا الفيلم الذي أعار فيه حميدو صوته للبطل، من تشخيص النجم الهندي الكبير دليب كومار، إلى جانب أصوات ممثلين آخرين من بينهم الطيب الصديقي وابراهيم السايح نفسه في دور الملك المخلوع. وفي تدخله استحضر الناقد أحمد سيجلماسي أهم انجازات الراحل ابراهيم السايح على مستويات دبلجة الأفلام الفرنسية والأمريكية والايطالية والهندية والمغربية وبعض المسلسلات التلفزيونية وإخراج الأفلام الوثائقية وترجمة حوارات بعض الأفلام المغربية روحا والفرنسية إخراجا كفيلم «ابراهيم» لجان فليشي من بطولة الراحل حسن الصقلي و فيلم «أبناء الشمس» لجاك سيفيراك وتشخيص محمد سعيد عفيفي والطيب الصديقي وغيرهما. أما الممثل القيدوم الهاشمي بنعمر، الذي اشتغل مع الراحل السايح في الدبلجة بعد عودته الى المغرب، فأشار إلى بعد النظر الذي تميز به المرحوم الذي أعد ملفا متكاملا حول ضرورة الدبلجة لتوفير مناصب شغل قارة للممثلين المغاربة الذين كانوا يشكون آنذاك من العطالة الفنية وطالب فيه بدبلجة عشرة في المائة على الأقل من الأفلام الموزعة في السوق المغربية، إلا أنه لم يجد آذانا صاغية لدى المسؤولين آنذاك عن قطاعات السينما والتلفزيون ببلادنا التي لم تستفد مع كامل الأسف من ريادته عربيا وإفريقيا في مجال دبلجة الأعمال السمعية البصرية. رحم الله ابراهيم السايح الذي عمل في صمت ورحل في صمت، تاركا وراءه أعمالا تشهد على ريادته ودخوله لتاريخ الإبداع السينمائي المغربي من أبوابه الواسعة، وتحية للصحافية سميرة الأشهب وأعضاء طاقم برنامجها «كي لا ننسى» ولإذاعتنا الوطنية على هذه الالتفاتة التي لن تنسى.