نظم نادي التواصل السينمائي ببرشيد أيام 02/03/04 ماي 2013 أياما سينمائية مغربية تحت تيمة ((المتخيل الشعبي في الفيلم المغربي)). وقد تميز هذا النشاط الثاني برسم هذه السنة في مسيرة النادي، بعرض شريط ((وشمة)) لمخرجه حميد بناني..وهو العرض الذي تابعه جمهور نوعي من عشاق الفن السابع بالمدينة... حيث وقفوا على عتاقة وأصالة هذا الشريط الذي يندرج في إطار ما يعرف بسينما المخرج مع البدايات الأولى للسينما المغربية (سنة الإخراج 1970)..والذي يتميز بقوة الحوار والسيناريو وجمالية التصوير وكثافة الرموز والعلامات وفعالية الشخصيات...و يمتح من خزان الثقافة الشعبية المغربية على مستوى الرموز والطقوس والشعائر والاحتفالات. وخلال اليوم الثاني، استضاف النادي المخرج المغربي البيضاوي إبن الحي المحمدي، حميد الزوغي حيث تم عرض فيلمه (خربوشة/ من إخراج سنة 2008)..وهو الفيلم الذي قدمه مخرجه قائلا: إنه جزء من مشروع عام يتوخى إعادة توثيق تاريخ المغرب المعاصر.. وقد تابعه حوالي سبعين متفرج، حيث تم تنظيم لقاء مفتوح مع حميد الزوغي تميز بأسئلة عميقة حول التاريخ والهوية، والسلطة والعيطة..، من خلال شخوص وأحداث خربوشة...أسئلة وملاحظات تجاوب معها الزوغي بكل تلقائية وجدية ورغبة في توضيح وتشريح وضعية الفن والإبداع وخاصة السينمائي منه بالمغرب في شقيه الذاتي والموضوعي...أما اليوم الثالث من هذه الأيام السينمائية فقد كان فيها لجمهور المثقفين والمتتبعين والمهتمين موعد هام مع ندوة ((المتخيل الشعبي في الفيلم المغربي))، وهي الندوة التي ترأسها الإعلامي التهامي حبشي، مقدما ورقة/أرضية للنقاش في الموضوع، أعدت من طرف النادي..، وقف فيها على مفهوم المتخيل لغة واصطلاحا، ومعرفيا وثقافيا...ليتساءل عن مدى وكيفية حضور المتخيل الشعبي في الإبداع أو المنجز السينمائي المغربي. وذلك فبل أن يعطي الكلمة للأستاذ الباحث والناقد السينمائي بوشتى فرق زايد، الذي قدم مداخلة بسيطة وعميقة حول الهوية الثقافية في سينما حكيم بلعباس، انطلاقا من مفهوم الفضاء في بعض أفلام هذا المخرج المغربي الشاب، الذي ينحدر من مدينة أبي الجعد الروحية و يعيش في الديار الأجنبية (فرنسا أمريكا)...والذي ينطلق من السينما كخطاب إبداعي وتقني حداثي، ليسلط الضوء على الثقافة الشعبية والمهمشة بالمغرب (أبي الجعد بالخصوص) من خلال شخوص تعيش على الهامش في الحياة اليومية (حرفيون، حلاقون، نجارون...)..ومن خلال التركيز على أشلاء وشذرات و أشياء بسيطة ومهمشة، ولكنها عميقة وذات دلالة قوية في المجتمع والثقافة...إن سينما حكيم بلعباس تأتي من الكوني لتأخذ بأشياء وشخوص المحلي لتعيد معانقة الكوني من جديد...إنها سينما مسافرة بين الذات والموضوع، بين الفضاءات والأمكنة...من أجل مقاومة النسيان والاحتفاء بالذاكرة الفردية والجماعية، وبالهوية والتاريخ والحضارة...ومن جانب آخر رصد الأستاذ الباحث أحمد كوال، في مداخلة له تحت عنوان:(( المتخيل الشعبي في الفيلم المغربي: جدلية التذكر والنسيان))، مفهوم الثقافة الشعبية وضمنها المتخيل، في علاقته بالثقافة الرسمية والثقافة العالمة (ثقافة المؤرخين القدامى) الذين همشوا واستبعدوا الثقافة الشعبية من تفكيرهم وتأريخهم للمجتمع المغربي، وذلك على الرغم من غناها المعرفي والأنثروبولوجي، وهو ما انتبه إليه علماء الإثنوغرافيا والأنثروبولوجيا منذ نهاية القرن التاسع عشر. معتبرا المتخيل الشعبي بمتابة خزان ثقافي غني للمغرب المتعدد جغرافيا ولغويا وثقافيا..ومحاولا رصد صورة المغاربة في الشعر والرواية والزجل والمسرح والسينما...، مذكرا في هذا الصدد أننا كمغاربة غالبا ما نعيش على وتيرة مفارقة هي جدلية نسيان وتذكر الثقافة الشعبية...التي تبقى مكونا أساسيا من مكونات الهوية المغربية المتعددة. هذا، وقد تميزت هذه الندوة أيضا بنقاش نوعي راق من طرف المتتبعين الذين ركزوا على عدة مفاهيم وتيمات ذات علاقة وثيقة بالسينما والمتخيل، والإبداعية والأسلوبية والأدبية، والثقافة الشعبية والثقافة العالمة والهوية والتاريخ والحضارة، مما أعطى لأمسية يوم 4 ماي 2013 لمسة أو نسمة ثقافية وفكرية سامية افتقدتها الساحة الثقافية بمدينة برشيد منذ سنوات.. التهامي حبشي نائب الكاتب العام للنادي المكلف بالإعلام والاتصال