ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة للمهرجان الوطني العاشر للسينما في طنجة عرض فيلم «خربوشة»، لمخرجه حميد الزوغي، ويحكي الفيلم سيرة مغنية شعبية اسمها «خربوشة» كانت شاعرة ومغنية في نفس الوقت وعاشت نهاية القرن 19 في إقليم عبدة، وسط المغرب،، وخلفت رصيدا من الأشعار يشكل حتى اليوم رافدا هاما لتراث فن «العيطة» بمختلف ألوانه. ويكشف الفيلم عن سيرة امرأة بالغة الجمال استطاعت الصمود بكبريائها والجهر بصوتها شعرا يفضح الطغيان واستبداد أحد «قياد» ما يسمى بعهد «السيبة»، الذي نكل بأهلها وقبيلتها. جسدت شخصية «خربوشة» الممثلة هدى صدقي، وكتب سيناريو العمل الشقيقان عبد الباسط وخالد الخضري. وحدد الزوغي روافد مادته الفيلمية في تراث العيطة أولا، وفي سؤال المجابهة بين المرأة والسلطة ثانيا: «خربوشة كانت تحارب بالكلمة في مواجهة بنادق السلطة يقول المخرج- وقد فضلنا أن تكون النهاية مفتوحة على الآمال رغم وفاة البطلة». خربوشة تموت لكن بعد أن ذاعت «عيوطها» المتمردة، وبعد أن نجحت في تعبئة الناس لإسقاط «القايد» الطاغية عيسى بن عمر. وقال كاتب السيناريو خالد الخضري إنه لم يستفد الشيء الكثير من الدراسات المكتوبة عن الزمان والمكان الذي احتضن الحكاية لكونها ركزت على سيرة القايد عيسى بن عمر أكثر من خربوشة، بل جمع مادة شفوية وفيرة مكنته من رسم دقيق لصورة هذه المرأة الاسثنائية في تاريخ المغرب والتي ما تزال الأجيال تتغنى بشعرها وتطرب لبطولاتها، كما استلهمها أكثر من عمل فني وحولها النحات المغربي محمد العادي إلى عمل باهر لامرأة مكبلة تقهر القيود. واعتبر أن المخرج حميد الزوغي «توفق الى حد بعيد في معالجته الإخراجية للمادة المكتوبة رغم قلة الإمكانيات المادية التي رصدت للفيلم مقارنة بطابعه الملحمي التاريخي الضخم». من جهة أخرى أعلنت جمعية نقاد السينما بالمغرب عن تشكيل اللجنة التي سيعهد لها بمنح جائزة النقد للدورة العاشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة. وتتكون اللجنة، التي ستمنح جائزتي النقد للفيلم القصير والفيلم الطويل، من المختار آيت عمر، نور الدين كشطي، عز الدين الوافي، إدريس أزدود وفاطمة إرهودان. كما حضر لمتابعة المهرجان وفد من جمعية «أفلام» في إطار اهتمام الجمعية بمتابعة التجارب السينمائية العربية وبحث آليات التعاون السينمائي بين الشمال والجنوب. وتروم جمعية «أفلام»، التي تنشط بمارسيليا ومنطقة بروفانس-الألب-كوت دازور، تعميق المعرفة بمختلف جغرافيات السينما العربية وتشجيع السينمائيين العرب الشباب وتعزيز مكانة الثقافة العربية من خلال الصورة. وتضم الجمعية، التي تنظم عروضا ولقاءات حول السينما العربية بجنوب فرنسا، عددا من المثقفين والسينمائيين والصحافيين الفرنسيين الذين يتقاسمون الاهتمام بالثقافة العربية خصوصا في تعبيراتها السينمائية. على مستوى آخر تنظم جمعية «ملتقى بلادي للمواطنة» على هامش فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة حملة تحسيسية لفائدة المؤسسات التعليمية التابعة لنيابة وزارة التربية الوطنية بطنجة-أصيلة تمتد طيلة أيام المهرجان، وذلك بتنسيق مع الجمعية المغربية للشباب ضد السيدا وجمعية «ما تقيش ولدي». وتروم هذه الحملة، التي تشارك فيها ثلة من الفنانين المشاركين في المهرجان، توعية تلاميذ المؤسسات التعليمية بأهمية الوقاية من داء السيدا من خلال اللقاء بوجوه سينمائية لها حضورها الوازن لدى الجمهور المغربي. و تحتضن الخزانة السينمائية بطنجة سلسلة من العروض لنخبة من أهم الأفلام في تاريخ السينما المغربية بمختلف أجيالها، من قبيل «وشمة» لحميد بناني، «السراب» لأحمد بوعناني، «حلاق درب الفقراء» لمحمد الركاب، «شاطئ الأطفال الضائعين» لجيلالي فرحاتي، وصولا إلى «علي زاوا» لنبيل عيوش، «ألف شهر» لفوزي بنسعيدي، «السفر الكبير» لإسماعيل فروخي، وQالملائكة لا تحلق فوق الدارالبيضاء» لمحمد عسلي.