لازالت قضية الأطفال المغاربة المشردين بشوارع فرنسا تقض مضجع السلطات الفرنسية، وتؤرق بالها، وتشكل تحديا حقيقيا لأجهزة الأمن الفرنسية وتهديدا حقيقيا للنظام العام، بشكل دفع السلطات الى اعتقال أزيد من 2000 قاصر مغربي في عام 2019، فيما يصعب غياب نظام قضائي رادع المهمة أكثر. السلطات الفرنسية، تشير الى أن القصر المغاربة، متورطون في عدد من أعمال التخريب الإجرامية، وكذا سرقة المتاجر التجارية ومقار الشركات، مشيرة الى أن هؤلاء القاصرين، تمكنوا من فرض الأمر الواقع في الضواحي المحيطة بباريس، مما يخلق مناخًا عامًا من الرعب. ويتركز، القاصرون، الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و16 عامًا، والذين يصعب تحديد هويتهم وأصولهم، في الضواحي الباريسية، كما يشكلون بحسب السلطات الفرنسية، مصدر معظم عمليات السطو المرتكبة وعمليات السطو على المتاجر، من الصيدليات أو المساكن غير المأهولة. وعزت السلطات استمرار ما وصفته ب"الآفة المؤرقة"، الى غاياب إطار قانوني قوي ورادع، لأن غالبية الجناة المعتقلين تمكنوا من الفرار من دور الرعاية الاجتماعية، حيث يتم وضعهم تحت الإقامة الجبرية، بتعليمات من المدعي العام. ويقدر عدد القاصرين المغاربة المنتشرين في الضواحي الباريسية، بالمئات، فيما تؤكد "رابطات حماية حقوق الطفل"، أن هؤلاء القُصَّر هم "ضحايا للعنف المنزلي وشبكات الاتجار في البشر". وسبق أن تم توقيع على اتفاقية بين باريس والرباط، انتقلت بموجبها الشرطة المغربية إلى العاصمة الفرنسية للتعرف على القاصرين المغاربة، تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما، يوجدون في حالة انهيار تام مشردين بالشوارع ولا أحد يرغب في الاعتناء بهم، بعدما فروا من المراكز التعليمية التي تم وضعهم بها. وبموجب هذه الاتفاقية، تنقل أربعة شرطيين مغاربة إلى فرنسا، وبالضبط إلى منطقة "لاغوت دور" بباريس؛ حيث يتجمع هؤلاء الأطفال منذ العام الماضي. الاتفاقية المعروفة باسم "الترتيبات الإدارية لتعزيز التعاون في الاشتغال الأمني" تهدف إلى مكافحة الهجرة غير القانونية والجريمة المنظمة. وتشير الاتفاقية إلى أن فريق الشرطة الفرنسي المغربي "سيتكلف بمهمة اختبار قاصرين مغاربة غير مصحوبين، وجمع معلومات لإطلاق تحقيقات لتحديد هويتهم وإرجاعهم إلى المغرب". يشار الى أن هؤلاء القاصرين ينطلقون أساس من ثغري سبتة ومليلية، ويمرون عبر إسبانيا ودول شمال أوروبا، ويستهدفون الوصول إلى انجلترا أو الدول الإسكندنافية لاحقا. ويعيش هؤلاء الأطفال وبعض المراهقين ضائعين ومشردين بشوارع وأزقة باريس، ترصدهم العيون يتعاطون الكحول لتجاوز موجات البرد القوية شتاء، ويلجؤون إلى السرقة للحصول على بعض النقود لسد رمقهم.