تستمر قضية الأطفال المغاربة المشردين بشوارع فرنسا في حصد مزيد من الاهتمام من قبل سلطات البلاد الأوروبية؛ إذ من المتوقع أن تستدعي فرنسا الشرطة المغربية من أجل التعرف على هؤلاء الأطفال وترحيلهم إلى المملكة. وبحسب ما نقلته مصادر إعلامية فرنسية فقد تم توقيع اتفاقية بين باريس والرباط ستتنقل بموجبها الشرطة المغربية إلى العاصمة الفرنسية للتعرف على القاصرين المغاربة، وعددهم حوالي 50 بينما تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما، يوجدون في حالة انهيار تام مشردين بالشوارع ولا أحد يرغب في الاعتناء بهم، بعدما فروا من المراكز التعليمية التي تم وضعهم بها. وأشار المصدر نفسه إلى أنه تم توقيع اتفاق في يونيو المنصرم بين وزارة الداخلية الفرنسية ونظيرتها المغربية، سينتقل بموجبها أربعة شرطيين مغاربة إلى فرنسا، وبالضبط إلى منطقة "لاغوت دور" بباريس؛ حيث يتجمع هؤلاء الأطفال منذ العام الماضي. الاتفاقية المعروفة باسم "الترتيبات الإدارية لتعزيز التعاون في الاشتغال الأمني" تهدف إلى مكافحة الهجرة غير القانونية والجريمة المنظمة، ومن المتوقع أن تشمل تبادل الخبرات الفنية والعمل الميداني. وتشير الاتفاقية إلى أن فريق الشرطة الفرنسي المغربي "سيتكلف بمهمة اختبار قاصرين مغاربة غير مصحوبين، وجمع معلومات لإطلاق تحقيقات لتحديد هويتهم وإرجاعهم إلى المغرب". جدير بالذكر أن هؤلاء القاصرين ينطلقون أساس من ثغري سبتة ومليلية، ويمرون عبر إسبانيا ودول شمال أوروبا، ويستهدفون الوصول إلى انجلترا أو الدول الإسكندنافية لاحقا. ويعيش هؤلاء الأطفال وبعض المراهقين ضائعين ومشردين بشوارع وأزقة باريس، ترصدهم العيون يتعاطون الكحول لتجاوز موجات البرد القوية شتاء، ويلجؤون إلى السرقة للحصول على بعض النقود لسد رمقهم. وسبق أن نشرت "لوباريزيان" شريطا يظهر بعض اللقطات لهؤلاء المراهقين وهم يتجولون في الشارع، واصفة إياهم ب"المدمنين على الكحول والمخدرات" و"القذرين"، مبرزة أن معظمهم لا يتحدثون الفرنسية. وعن هؤلاء قال عالم اجتماع عضو جمعية "مسارات" الفرنسية أوليفيي بييرو: "على ما يبدو؛ هؤلاء الأطفال ليسوا أيتاما، على الأقل يتوفرون على أحد الأبوين، ومن غير معروف ما إذا كانوا هربوا من تلقاء أنفسهم أو أن آباءهم دفعوا بهم إلى الهرب". وأضاف السوسيولوجي نفسه ضمن تصريحه المنقول من قبل منابر فرنسية: "بعضهم كان يدرس، فيما البعض الآخر أمّيّ؛ لا يجيد القراءة ولا الكتابة بتاتا".