تتواصل أزمة سكان الدارالبيضاءوالمحمدية، مع النقل الحضري، بسبب عدم الحسم في ملف الشركة التي ستعوض شركة ”مدينة بيس . وتشكل مشكلة النقل الحضري في مدينة الدارالبيضاء المحور الاساسي لقضية تنمية المدينة بأكملها وتلح جميع الدراسات والتقارير التي أجريت، على إعطاء الأولوية لهذه القضية لما لها من أهمية في الحفاظ على القدرة التنافسية للمدينة وتوفير الجودة في مجال العيش لسكانها. وبعد فسخ مؤسسة التعاون البيضاء، العقدة مع شركة ”مدينة بيس”، خلال الأشهر التي مضت، وجد سكان المدينتين، أنفسهم، أمام أزمة تنقل حقيقية، حيث تكرر توقف الرحلات، بسبب تقادم الحافلات وكثرة الأعطاب الميكانيكية. وعبرت أعداد من البيضاويين، عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي ”فيسبوك”، عن تذمرهم من هذا الوضع الذي تعرفه وسائل النقل الحضري، خصوصا وأنها تفاقمت في فصل الصيف حيث يتوافد الكثيرون على الشواطئ، ما يجعل الحافلات ممتلئة عن آخرها وتعرف أعطابا ميكانيكية باستمرار. و جدير بالذكر فقدصادق مجلس مؤسسة التعاون بين الجماعات، خلال اجتماع دورته العادية لشهر فبراير بالدارالبيضاء ، بالإجماع ، على إنهاء عقد التدبير المفوض لمرفق النقل الجماعي الحضري بواسطة الحافلات الذي يجمع العاصمة الاقتصادية مع شركة نقل المدينة. وتم التأكيد خلال هذا الاجتماع على أن إنهاء هذا العقد يتماشى مع توصيات المجلس الداعية إلى تخويل رئيس المؤسسة (رئيسة المجلس الجماعي المحمدية إيمان صابر)، اتخاذ جميع القرارات الضرورية لتدبير ما تبقى من العقد لضمان استمرار خدمات هذا المرفق العمومي والدفاع عن مصالح الجماعات. ومن بين الأسباب التي دفعت المؤسسة إلى فسخ هذا العقد ، عدم التزام الشركة المفوض لها تدبير هذه القطاع بتعهداتها المتعلقة بالاستثمار وعدم تغطية عدد من الخطوط المهمة بشكل كامل ، واهتراء اسطولها بسبب غياب الصيانة. و للعلم فإن مخطط النقل الحضري، الذي قدم خلال الفترة الممتدة ما بين 2004-2007، أعطى تشخيصا مفصلا للوضع في المدينة و وضع خارطة طريق لحل الاشكالية المتعلقة بالتنقل، وذلك بإنشاء شبكة المواصلات العمومية، وإعادة هيكلة شبكة الحافلات، ضمان قابلية التشغيل البيني مع خطوط جديدة، وضع برنامج شامل لمراقبة حركة المرور، وضع سياسة مناسبة فيما يتعلق بوقوف السيارات، وتنفيذ عدد من المشاريع في مجالات الطرق وإعادة الهيكلة الحضرية، وأخيرا إنشاء إطار مؤسساتي لتنظيم مختلف وسائل النقل الحضري. ويراهن سكان العاصمة الاقتصادية والمحمدية، أن تكون الصفقة القادمة، في صالح المواطن البيضاوي، وأن تكون الشركة التي ستفوز بتدبير قطاع النقل في مستوى التطلعات بتقديم خدمات تليق بهم كزبائن. وتدهورت وضعية حافلات شركة “مدينة بيس” في الآونة الأخيرة، حيث صارت تتعرض للاحتراق بين الفينة والأخرى بسبب تهالكها، إلى جانب توقفها المستمر في معظم الخطوط بالنظر إلى حالتها الميكانيكية التي لم تعد معها هذه الحافلات قادرة على الاستجابة لتطلعات الساكنة . و يتساؤل البيضاويون هل أصبح مجلس التعاون بين الجماعات عاجز تقديم خدمة للنقل الحضري تليق بمكانة مدينة الاعمال بالمغرب و تستجيب لتطلعات ساكنة العاصمة الإقتصادية للمملكة المغربية.