في الوقت الذي شرعت فيه حافلات النقل الحضري التابعة لشركة "ألزا" بالعمل في الرباط، وخلفت ارتياحا كبيرا لدى المواطنين، خصوصا أنها جديدة ومتطورة، لا يزال البيضاويون يعانون الأمرّين مع "حافلات الموت" التي تجوب بهم الشوارع. وأثار انطلاق الحافلات الجديدة في العاصمة الإدارية للمملكة غضبا واسعا لدى البيضاويين بمواقع التواصل الاجتماعي، الذين استهجنوا التأخر الحاصل في صفقة النقل الحضري؛ ما يجعل معاناتهم مع حافلات "مدينة بيس" تطول أكثر، خصوصا أنها صارت تهدد حياتهم في كثير من المرات بسبب الحرائق، ناهيك على تأخرهم في الوصول صوب وجهاتهم. وطالب مواطنون بالدارالبيضاء، تزامنا مع اقتراب موعد فتح الأظرفة الخاصة بصفقة النقل الحضري بداية شهر شتنبر المقبل من طرف مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضاء"، بضرورة التسريع بذلك وتفادي أي تأجيل آخر من شأنه أن يعمق الأزمة ويطيل معاناتهم. ويعول سكان العاصمة الاقتصادية على هذه الصفقة، لإنهاء وجود شركة "مدينة بيس" وحافلاتها المهترئة التي تسيء إلى الركاب وإلى وجه المدينة باعتبارها قطبا اقتصاديا، حيث يأملون في دخول فاعل جديد قادر على الاستجابة لتطلعاتهم. وكان منتظرا أن يتم خلال شهر يوليوز المنصرم فتح أظرفة طلب العروض من أجل اقتناء 700 حافلة، والتي ستؤمن النقل بين الدارالبيضاء والمحمدية والنواحي، بعد فسخ المؤسسة المذكورة عقدها مع شركة "مدينة بيس"؛ غير أن المؤسسة المشرفة على الملف أجلت تلك العملية إلى غاية الرابع من شهر شتنبر المقبل. وتتنافس على صفقة النقل الحضري بالدارالبيضاء والمحمدية والجماعات المجاورة أربع شركات، توجد في مقدمتها شركة "RATP" الفرنسية، التي وضعت ملفها إلى جانب شركة "ألزا" الإسبانية، وشركة مغربية وأخرى فرنسية. وحسب طلب العروض، فإن المبلغ التقديري للحصتين الأولى والثانية التي سيتم خلالها اقتناء 270 حافلة من النوع العادي يصل إلى حوالي 55080000,00 درهم، فيما يصل المبلغ الخاص بالحصة الثالثة الخاصة باقتناء 160 حافلة مفصلية حوالي 57600000,00 درهم. وتعيش العاصمة الاقتصادية، في الآونة الأخيرة، غضبا من طرف البيضاويين على خدمات شركة النقل، والتي صارت مهترئة، وتجاوزتها إلى توالي الاحتراقات بأسطولها؛ آخرها احتراق حافلة على مستوى جماعة عين حرودة. ومع ارتفاع درجات الحرارة، حيث تعرف بعض المناطق توافدا كبيرا من طرف البيضاويين على الشواطئ، فإن الحافلات التي تؤمن خطوط النقل في اتجاه تلك المناطق الشاطئية تعيش وضعا كارثيا، حيث يجد هؤلاء المواطنون صعوبات كبيرة في الوصول إلى وجهاتهم، إذ تصاب بأعطاب ميكانيكية كل يوم ما يثير تذمر الركاب. وتراهن الدارالبيضاء على هذه الصفقة من أجل النهوض بقطاع النقل بالعاصمة الاقتصادية، إذ وُضعت مجموعة من الشروط على الفاعل الجديد الذي سترسو عليه صفقة النقل الحضري، والتي من شأنها بحسب المسؤولين إعادة الاعتبار للمواطن البيضاوي، الذي عانى الويلات مع شركة "مدينة بيس" طوال السنوات الأخيرة.