يتخوف كثير من المنتخبين بالعاصمة الاقتصادية من القرار الذي اتخذته مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضاء"، المكلفة بتدبير قطاع النقل الحضري بالدارالبيضاء والمحمدية، القاضي بتأجيل فتح الأظرف الخاصة بصفقة النقل إلى غاية الرابع من شتنبر المقبل. ويؤكد عدد من المستشارين الجماعيين أن هذا القرار سيجعل الدارالبيضاء تعيش بدون حافلات في شهر نونبر المقبل، خصوصا أن العقد مع شركة "مدينة بيس" المفوض لها تدبير القطاع سينتهي مع نهاية الشهر المقبل، الأمر الذي قد يؤدي إلى احتجاجات من طرف المواطنين على غياب وسائل النقل. وتعيش مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضاء" التي ترأسها رئيسة المجلس الجماعي للمحمدية تخبطا واضحا، إذ أجلت لمرات طلبات العروض الخاصة بقطاع النقل، وهو ما جعل نائب عمدة الدارالبيضاء المنتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار يصف تدبيرها للملف ب"الفاشل والعشوائي". ورغم حديث مؤسسة التعاون عن عدم تأثير هذا القرار على القطاع، فإن متابعين للشأن المحلي بالدارالبيضاء يَرَوْن أن تأخر المؤسسة المذكورة في إطلاق طلب العروض سيعمق الأزمة التي تتخبط فيها المدينة حاليا، وسيجعل المواطنين يجدون صعوبة كبيرة في التنقل صوب منازلهم أو مقرات عملهم أو صوب مدارسهم. واضطر والي جهة الدارالبيضاءسطات، سعيد أحميدوش، إلى التدخل قبل أيام في الملف، بالنظر إلى خطورة ما يمكن أن ينجم عنه في حالة تعثر المؤسسة في إطلاق الصفقة وشروع نائلها في العمل بها، إذ دعا المؤسسة إلى عقد دورة استثنائية. وخرج نائب عمدة الدارالبيضاء المكلف بالنقل ليكشف في صفحته على "فيسبوك" أن تدبير مؤسسة التعاون "ارتجالي"، موردا: "طلب العروض المتعلق بشراء الحافلات، وكذا الخاص بالاستغلال، يعاد ويؤجل لعدة مرات... لقد سبق أن اقترحت أثناء دورة مؤسسة التعاون منذ شهور خلق شركة للتنمية المحلية حتى نكون جاهزين لأي طارئ وتدبير المرحلة الانتقالية بدون مشاكل، ولكن اقتراحي للأسف لم يقبل..مسؤوليتي الأخلاقية والسياسية تجاه البيضاويين تحتم علي أن أنبه إلى خطورة الوضع، وما قد يشكله هذا الغموض والارتجالية من صعوبات على تنقل المواطنين يوم فاتح نونبر 2019". وكان منتظرا أن يتم خلال شهر يوليوز فتح أظرف طلب العروض من أجل اقتناء 700 حافلة، ستؤمن النقل بين جماعات الدارالبيضاء، بعد فسخ المؤسسة المذكورة عقدها مع شركة "مدينة بيس"، غير أنها خرجت لإعلان تأجيله إلى غاية شتنبر المقبل. وحسب طلب العروض فإن المبلغ التقديري للحصة الأولى والثانية التي سيتم خلالها اقتناء 270 حافلة من النوع العادي يصل إلى حوالي 55080000,00 درهم؛ فيما يصل المبلغ الخاص بالحصة الثالثة الخاصة باقتناء 160 حافلة مفصلية حوالي 57600000.00 درهم. وتعيش العاصمة الاقتصادية في الآونة الأخيرة غضبا من طرف البيضاويين على خدمات شركة النقل، إذ صارت حافلاتها مهترئة، مع توالي الاحتراقات بأسطولها، آخرها احتراق حافلة على مستوى جماعة عين حرودة. ومع ارتفاع درجات الحرارة، تعرف بعض المناطق توافدا كبيرا من طرف البيضاويين للاستفادة من شواطئها، إلا أن الحافلات التي تؤمن خطوط النقل في اتجاهها تعيش وضعا كارثيا، إذ تصاب بأعطاب ميكانيكية بشكل يومي، ما يثير تذمر الركاب. وكان أعضاء مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضاء" صادقوا في فبراير الماضي، بإجماع الحاضرين، على إنهاء العقد مع شركة "مدينة بيس" وتدبير المرحلة بكل الصيغ القانونية إلى غاية انتهاء المدة، مع تعديل كناش التحملات.