كشف رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، عن تسلمه رسالة من الرئيس الفعلي للنيجر، الجنرال عبد الرحمان تياني، رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن، والتي وجهها للملك محمد السادس. وتم نقل الرسالة عن طريق الوزير الأول النيجيري مهامان لامين زين، الذي بدأ زيارة رسمية إلى الرباط يوم أمس، ومن المتوقع أن تستمر لمدة يومين، رفقة وفد رفيع المستوى. و يتوقع أن تؤدي هذه الزيارة إلى إعلان موقف جديد من قبل نيامي بشأن قضية الصحراء المغربية. وجاء في تدوينة عبر الحساب الرسمي لرئيس الحكومة المغربية عبر موقع "فيسبوك" أنه بتعليمات من الملك محمد السادس، استقبل أخنوش علي مهامان لامين زين الوزير الأول بجمهورية النيجر، مبعوث الجنرال دو بريكاد عبد الرحمان تياني رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن، رئيس الدولة. ذان المصدر أوضح أن أخنوش الذي استقبَلَ الوزير الأول النيجيري بمقر رئاسة الحكومة بالرباط، أُبلغ من لدن هذا الأخير برسالة من رئيس النيجير، إلى الملك محمد السادس، دون الكشف عن فحوى هذه الرسالة. وبخصوص هذه الزيارة ، فقد ربطه موقع "AfriMag" بسلسلة من الجولات التي يقوم بها الوزير الأول النيجيري، والتي شملت روسيا ودول الشرق الأوسط، وأكد أنها تهدف إلى مناقشة إمكانيات التعاون في قطاعات مثل الدفاع و المنتجات الغذائية الفلاحية والطاقة والمعدات الطبية وةالنفط. ووفقاً للمصدر ذاته ، كانت المناقشات بين لامين زين و أخنوش تركز بشكل خاص على المبادرة التي أطلقها الملك محمد السادس لتمكين دول الساحل من الوصول إلى المحيط الأطلسي. وأعلنت النيجر، بالإضافة إلى مالي وتشاد وبوركينا فاسو، انضمامها إليها في شهر دجنبر الماضي. وفي هذا الصدد ، توقعت مصادر سياسية أن تسفر هذه الزيارة عن تطورات جديدة بخصوص موقف النيجر من السيادة المغربية على الصحراء، ولم تستبعد أن تكون استعداداً لإعلان دعم نيامي لمقترح الحكم الذاتي في المنطقة تحت السيادة المغربية. من جهة أخرى ، علقت إذاعة "RFI AFRIQUE" الفرنسية على هذه الزيارة بأن "حلف الأطلسي يتحرك"، حيث أشارت إلى أن نيامي تسعى منذ فترة ما بعد الانقلاب إلى "تنويع شركائها"، في حين يرى المغرب في التغيرات السياسية الحاصلة فرصة لتعزيز وجوده. و وفقاً للإذاعة الفرنسية، يسعى المغرب إلى تعزيز دوره كوسيط بين الأنظمة الجديدة والدول الغربية التي تواجه صعوبات في تحسين العلاقات، و يسعى أيضاً إلى تحقيق مكاسب إضافية في ملف الصحراء. وأكد المصدر نفسه أن هذه الزيارة تمثل فصلاً جديداً في الصراع بين المغرب والجزائر، حيث أعلنت الجارة الشرقية عن طموحها في إنشاء مناطق للتبادل الحر مع دول الساحل، كرد على مبادرة الأطلسي. أما وكالة الأنباء النيجرية، فقد قالت إن "الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين"، مشيرة إلى "مبادرة الأطلسي التي أطلقها العاهل المغربي". وأوضح المصدر نفسه أن "المغرب ينفذ مبادرة استراتيجية لتمكين دول الساحل من الوصول إلى المحيط الأطلسي"، حيث أعلنت ثلاث دول أعضاء في المبادرة (النيجرومالي و بوركينافاسو) سابقاً انسحابها من تكتل سيدياو. وفي قصاصة نشرت يوم أمس للوكالة الرسمية، ذكرت أن "الزيارة تهدف في المقام الأول إلى بحث تطوير منطقة الساحل الإفريقي، وتعزيز العلاقات المستمرة بين النيجر والمملكة المغربية، وكذلك مع دول الساحل المختلفة". وأفادت مناقشات المسؤول النيجيري فور وصوله إلى المغرب، بحسب "ANP"، بالتركيز على قضايا إنشاء تحالف دول الساحل، و انسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وتنويع الشركاء، و المساهمة في صندوق التضامن الوطني، وإعادة بناء الدولة، والوطنية ومسلسل الإصلاح السياسي، مع عقد لقاءات مقبلة، و ضرورة تشجيع المغتربين النيجريين في المغرب للاستثمار في القطاعات الواعدة في نيامي. زيارة رئيس الوزراء النيجري، علي محمد لمين زيني إلى المغرب، والذي يحمل أيضا صفة وزير الاقتصاد والمالية، كان مرفوقا بوزير الدولة المكلف بالدفاع الوطني، ساليفو مودي، ووزير الخارجية، بكاري ياو سانغاري، وفق ما أعلنته نيامي رسميا.