أكد البروفيسور عبدالله بادو، أستاذ باحث في علم المناعة بكلية الطب والصيدلة بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، والكاتب العام للجمعية المغربية لعلم المناعة، وعضو المكتب التنفيذي للفيدرالية الإفريقية لجمعيات علم المناعة، أن الوضعية الوبائية بالمغرب لا تبشر بالخير، موضحا أن الأرقام المسجلة بشكل يومي خلال الأيام الماضية مقلقة جدا، وهناك احتمال الكبير في العودة لحجر صحي شامل. وقال البروفسور، في حوار خص به موقع الدار، إن الأرقام المسجلة بالنسبة للحالات المؤكد إصابتها بفيروس كورونا المستجد، في حال مقارنتها مع الموجة الأولى أو الثانية، يتضح أنها مضاعفة بنسبة 20 في المئة في الوقت الذي كانت لا تتعدى 5 أو 6 في المئة بالنسبة الخاصة بعدد الاختبارات اليومية. وتطرق عبد الله بادو، لموضوع الحقنة الثالثة، التي باشرت بها عدد من الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن الهدف منها تذكير جسم المستفيد منها بالحقن السابقة للرفع من مستوى المناعة، بحيث إن هذه الحقنة محصورة على فئة معينة اتضح بعد إجراء بعض التحاليل ان مناعتها غير قادرة على مقاومة الفيروس. الوضع الوبائي بالمغرب مقلق جدا واحتمال كبير للعودة إلى الحجر الشامل قال عبد الله بادو،باحث في علم المناعة بكلية الطب والصيدلة بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، إن عدد الحالات المسجلة بشكل يومي والمؤكد إصابتها بفيروس كورونا المستجد، يضع المغرب في وضعية مقلقة جدا، بحيث إن الأخطر من ذلك يتجلى في ارتفاع عدد الوفيات والحالات التي تمر من مرحلة حرجة والتي تستنزف الطاقة الاستيعابية للمستشفيات المخصصة لاستقبال المصابين بفيروس كورونا داخل أقسام العناية المركزة. وأفاد البروفسور، أن من بين المؤشرات المسجلة تتعلق بالتحاليل المنجزة، على مستوى عدد الإصابات، إذ كانت قبل المرحلة الحرجة التي يمر منها المغرب حاليا لا تتعدى 1 او 5 في المئة، في الوقت الذي بلغت 20 و 24 في المئة، الشيء الذي يؤكد أن عدد الحالات المؤكدة في ارتفاع غير مسبوق، تستدعي الحيطة والحذر واتخاذ كل التدابير بشكل صارم. وتابع :" المغرب قطع أشواطا كبيرة في الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا ولكن رغم ذلك نسجل أرقاما خطيرة الشيء الذي يدفعنا لطرح سؤال جوهري ماذا يقع بالمغرب رغم كل هذه الإنجازات؟.. لابد من إجراء تحاليل على فئات خاصة لمعرفة الفئة العمرية التي لم تتوصل باللقاح سيما وأن اللقاح سيحمي الأشخاص المتقدمين في السن و"اللي كيعانيو" من الأمراض المزمنة". وأكد الباحث في علم المناعة بكلية الطب والصيدلة بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، أن المغرب يتجه نحو فرض حجر صحي شامل، في حال استمر الوضع المقلق على نفس الإيقاع، بحيث سيكون من الصعب مستقبلا تطويق ومحاصرة الفيروس المتحور والذي يتميز بخاصية الانتشار السريع، ولكن في حال تم تسجيل انخفاض بعد بلوغ مرحلة الذروة، فقد تكتفي السلطات بتشديد الإجراءات مع الحفاظ على الحياة العادية للمواطنين في ظل تواجد الفيروس. دور التلقيح في حماية المواطنين من الوصول إلى المراحل الحرجة شدد البروفيسور عبد الله بادو، على أن اللقاح ليس بحاجز يمنع الفيروس من دخول جسم الإنسان، وإنما الدور الذي يقوم به يتجلى في تقوية المناعة لمواجهة الأعراض الخطيرة التي تسببها مضاعفات كوفيد19، مشيرا إلى أن المنطقي هو عدم وصول الأشخاص الملقحين مراحل حرجة مثل التنفس الاصطناعي أو دخولهم لمراكز الإنعاش وبالتالي فإن اللقاح يطور جهاز المناعة لمقاومة الأعراض الخطيرة. وأوضح المتحدث نفسه:" اللقاح ميمكنش ليه يحبس الفيروس من دخول الجسم ولكن كيحميه وكيقوي الجسم لمقاومته.. وأظن ان نسبة قليلة جدا من الأشخاص الذين استفادوا من اللقاح يمكنها ان تصل لمرحلة التنفس الاصطناعي". وأشار البروفسور، إلى أن وزارة الصحة عليها أن تعمم المعلومات والنسب المتعلقة بالأشخاص الذين يواجهون اعراض كوفيد وبلغوا المراحل الحرجة ليتضح للراي العام بان الحل الوحيد لمواجهة الفيروس هو المشاركة في الحملة الوطنية للتلقيح، بحيث أن كل الدول الاوروبية لم تسجل أي وفاة للأشخاص الذين استفادوا من جرعة اللقاح. حقيقة الحقنة الثالثة بخصوص الحقنة الثالثة التي باشرت بها عدد من الدول الاوروبية، أفاد عبد الله بادو، أن العالم بأكمله بدأ بالفعل في الحديث عن هذه الجرعة الإضافية، التي تعطى من أجل تذكير الجسم ومساعدته لتطوير الاستجابة المناعية. وقال بادو، إن هذه الجرعة تعطى لبعض الأشخاص المسنين، أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، أوبعد مرور أشهر على أخذ الجرعة الثانية تبين بعد إجراء التحاليل أن مناعتهم غير قادرة على مقاومة الفيروس، وفي هذه الحالة لابد من أخذ جرعة ثالثة لتذكير جهاز المناعة وتسمى بجرعة تذكير. وتابع المتحدث ذاته:" هناك من يعتقد أن من أخذ الجرعة الثالثة فإن الجرعة الاولى والثانية لا فائدة منها، ولكن الحقيقة أنها تعطى لفئة خاصة من أجل تقوية مناعتهم".