قبل نحو ثلاثة أشهر من انطلاق الألعاب الأولمبية في طوكيو، قررت الحكومة اليابانية على لسان رئيس وزرائها يوشيهيدي سوغا تمديد حالة الطوارئ المفروضة بالبلاد ثلاثة أسابيع إضافية حتى نهاية شهر ماي الجاري. ويفضل أكثر من 70 بالمئة من اليابانيين إلغاء هذا الحدث الرياضي أو تأجيله بسبب قدوم قرابة 11 ألف رياضي ووفود من 200 بلد وهو ما يمثل لهم قلقا كبيرا. أعلن رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا الجمعة تمديد حالة الطوارئ في البلاد ثلاثة أسابيع حتى 31 ماي بعد الارتفاع الكبير الذي شهده عدد الإصابات بفيروس كورونا في المدن الكبرى وكذلك اكتظاظ المستشفيات بالمرضى. وفرضت حالة الطوارئ من جديد في نهاية شهر أبريل الماضي في أربع مقاطعات بينها طوكيو للحد من انتشار الفيروس. وبالإضافة إلى طوكيو التي يفترض أن تستضيف الألعاب الأولمبية خلال أقل من 80 يوما وثلاث مناطق أخرى هي أوساكا وكيوتو وهيوغو (غربا)، فرضت حالة الطوارئ في إدارتين أخريين هما أيتشي (وسط) وفوكوكا (جنوب غرب)، حسب سوغا. وقال سوغا "عدد الإصابات الجديدة مرتفع في المدن الكبرى، ولا تزال المستشفيات مكتظة" في مقاطعات في غرب البلاد، مضيفا لذا "قررت الحكومة تمديد حالة الطوارئ حتى 31 ماي" بعد أن كان الموعد الأولي لانتهائها الثلاثاء المقبل. وبالرغم من أن إجراءات الحجر الصحي الثالث أكثر صرامة من المرتين السابقتين في اليابان، فإنها تبقى أقل من دول أخرى في مختلف أنحاء العالم. وتشمل القيود على وجه الخصوص الحد من نشاط بعض الأعمال التجارية، ولا سيما فرض الإغلاق المؤقت للحانات والمطاعم التي تقدم المشروبات الكحولية، تحت طائلة غرامة مالية. ومع ذلك، يمكن تخفيف بعض القيود وفقا لوسائل الإعلام المحلية، مثل حظر المتفرجين في الأحداث الرياضية. وتسجل الإمبراطورية راهنا زهاء 5300 إصابة يومية، فيما تسبب الوباء بوفاة حوالي 10500 شخص منذ بداية عام 2020. وعلى هذا يظل حجم الوباء محدودا مقارنة بدول أخرى حول العالم، لكن الأزمة الصحية تستنفذ القطاع الطبي، خصوصا وأن حملة التلقيح تتقدم ببطء شديد في الأرخبيل. عريضة لإلغاء الألعاب تشكل هذه الموجة الجديدة من الإصابات ضربة لأولمبياد طوكيو 2020 المؤجل من العام الماضي والذي ينطلق في 23 يوليوز المقبل. وأصرت الحكومة، المنظمون المحليون واللجنة الأولمبية الدولي مرارا على إمكانية إقامة "ألعاب آمنة". وسبق أن قررت السلطات حظر حضور المتفرجين من خارج البلاد، ويمكن أن يقام الحدث الأولمبي الكبير خلف أبواب مغلقة لأول مرة في تاريخه، كما أوضحت يوم الجمعة الماضي لوكالة الأنباء الفرنسية رئيسة اللجنة المنظمة سيكو هاشيموتو بالرغم من أن القرار النهائي سيتخذ في يونيو. إلا أن قدوم قرابة 11 ألف رياضي ووفود من 200 بلد يُقلق العديد من اليابانيين المتخوفين من أن يتسبب العرس العالمي بتفاقم الأزمة الصحية. وتعارض أغلبية واضحة من اليابانيين إقامة الألعاب هذا الصيف، وتطالب إما تأجيلا جديدا أو إلغاء كاملا، وفقا لجميع استطلاعات الرأي على مدى عدة أشهر. وقع أكثر من 210 آلاف شخص على عريضة على الإنترنت بعنوان "ألغوا أولمبياد طوكيو لحماية حياتنا"، أطلقها الأربعاء مرشح سابق لمنصب حاكم طوكيو. وفي محاولة لتهدئة شكوك الشعب الياباني المؤيد لتأجيل أو إلغاء جديد للألعاب، عززت اللجنة المنظمة طوكيو 2020 أيضا الأسبوع الماضي إجراءات مكافحة الفيروسات المفروضة على الوفود الأولمبية ووسائل الإعلام. وأعلن مختبرا فايزر وبيونتيك الخميس عن إبرام مذكرة تفاهم مع اللجنة الأولمبية الدولية لتوفير لقاحات ضد فيروس "كوفيد-19" للرياضيين والوفود من جميع الدول المشاركة. المصدر: الدار- أف ب