يدلي الناخبون في تشاد بأصواتهم الأحد في انتخابات رئاسية يسعى الرئيس المنتهية ولايته، إدريس ديبي للفوز من خلالها بولاية سادسة، بعد إمضائه ثلاثين عاما على سدة الحكم. ستة مرشحين، غير معروفين دخلوا غمار المنافسة في هذه الرئاسيات بعدما أزاح ديبي، بعنف في بعض الأحيان، الشخصيات النادرة التي كان يمكن أن تهدده في المعارضة المنقسمة، على الرغم من تنامي السخط الشعبي ضد حكمه. يشهد تشاد الأحد انتخابات رئاسية، نتائجها "محسومة سلفا" لصالح الرئيس المنتهية ولايته، إدريس ديبي إتنو الذي يحكم البلاد بلا منازع منذ ثلاثين عاما، فيما ينافسه خلالها ستة مرشحين غير معروفين بعدما أزاح بعنف في بعض الأحيان، الشخصيات النادرة التي كان يمكن أن تهدده في المعارضة المنقسمة. وكان الرئيس هو أول من أدلى بصوته في مركز للاقتراع بالعاصمة نجامينا. وديبي (68 عاما) أحد أطول الزعماء حكما في أفريقيا وهو حليف للقوى الغربية في القتال ضد المتشددين الإسلاميين في غرب ووسط القارة. وقال للصحافيين بعد الإدلاء بصوته "أدعو كل التشاديين للمشاركة في التصويت للمرشح الذي يختارونه والذي سيتعين عليه مواجهة تحديات كبرى تقف أمام بلادنا خلال الأعوام الستة المقبلة". وفرضت إجراءات أمنية مشددة جدا في العاصمة، حيث لا يبدو التشاديون مهتمين باقتراع نتائجه منتظرة لصالح ديبي ويحاولون بصعوبة تأمين لقمة عيشهم ويعانون من انقطاع المياه والكهرباء، لأيام في بعض الأحيان. وستعلن النتائج المؤقتة للاقتراع في 25 أبريل والنهائية في 15 ماي. ومنذ أشهر، يمنع النظام بشكل منهجي "المسيرات السلمية للتناوب" التي تحاول أقوى أحزاب المعارضة تنظيمها كل سبت. وقامت شرطة مكافحة الشغب المخيفة بتفريق أي بداية تجمع بالقوة. ولم تجذب هذه التجمعات أكثر من بضع عشرات الأشخاص. ووصفت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان هذا الاستخدام للقوة بأنه "قمع قاس". وظلت شوارع نجامينا هادئة السبت، بينما قامت شرطة مكافحة الشغب بدوريات في المدينة في شاحنات صغيرة وكبيرة تعلوها خراطيم مياه، ومدرعات خفيفة. ويتمركز جنود الحرس الجمهوري، القوات الخاصة التي تحمي النظام بكثافة في المواقع الحساسة بينما ينتشر شرطيون وعسكريون بالقرب من مقار الأحزاب التي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات والتظاهر ضد الرئيس. إجراءات أمنية مشددة وركز الماريشال ديبي في حملته خصوصا على "السلام والأمن" اللذين يؤكد أنه مهندسهما في بلده وكذلك في منطقة مضطربة. فتشاد التي لا تملك أي منفذ على البحر والمحاطة بليبيا والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وغيرها، مساهم رئيسي في مكافحة الجهاديين في منطقة الساحل، عبر نشر قوات مدربة في مالي وأحيانا نيجيريا. ونسبة المشاركة واحدة من النقاط القليلة المجهولة في هذه الانتخابات. وخلال آخر تجمع انتخابي له يوم الجمعة، حث رئيس الدولة أنصاره على "التصويت بكثافة". ودعي نحو 7,3 ملايين من أصل 15 مليون ناخب إلى التصويت. وصوتت قوات الأمن والشرطة والجيش يوم السبت. "واثق من الفوز" قبل شهرين فقط، اتحد 15 حزبا معارضا على أمل الفوز في الانتخابات عبر تقديم مرشح واحد لكنها أخفقت. فقد أبطلت المحكمة العليا ترشيحات سبعة من المتنافسين ال16. ثم انسحب ثلاثة مرشحين بينهم صالح كبزابو الخصم "التاريخي" لديبي، للاحتجاج على العنف ودعوا إلى مقاطعة الاقتراع. لكن المحكمة أبقت أسماءهم على بطاقات الاقتراع التي باتت تضم عشرة مرشحين. ويتحدى الرئيس ستة مرشحين هم فيليكس نيالبي رومادومنغار وألبرت باهيمي باداكيه وتيوفيل يومبومبي مادجيتولوم وبالتازار العادوم جرما وبريس مبايمون غيندمباي وأول امرأة تترشح في تاريخ تشاد ليدي بيسيمدا. المصدر: الدار– وكالات