أخرج النظام العسكري الجزائري، ورقة جديدة لكنها خاسرة كسابقاتها، عندما شد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، الرحال الى جنوب افريقيا للقاء نظيره، ناليدي باندور، في محاولة لتشكيل جبهة ضد المكاسب الدبلوماسية التي يحققها المغرب في قضية الصحراء المغربية. وحرصت وسائل الاعلام الجزائرية على التطبيل لهذه الزيارة، مشيرة الى أنها ستتناول العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك على غرار قضية الصحراء، ومالي وليبيا، فضلا عن تعزيز التعاون الثنائي في المجالين الاقتصادي والتجاري. وحاولت الأبواق الإعلامية للنظام العسكري الجزائري، التي فقدت بوصلتها هذه الأيام بشكل مقيت يبعث على الشفقة، التأكيد على البعد الاستراتيجي لزيارة وزير الخارجية الجزائريلجنوب افريقيا، من خلال التأكيد على أنه تم الاتفاق على تنصيب آلية مشتركة لتقوية العلاقات بين البلدين. هذه الزيارة لا يمكن فهمها دون وضعها في سياقها الخاص. فهي تأتي في أعقاب التحول النوعي و الجذري الذي عرفته قضية الصحراء المغربية بعد قرار أمريكا التاريخي بالاعتراف بمغربية الصحراء، و تجسيد ذلك بافتتاح قنصلية في مدينة الداخلة، وعزمها ضخ استثمارات مهمة لتعزيز التنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وما يعنيه ذلك من اقتناع و اعتراف واشنطن بسيادة المملكة على هذه الأقاليم، واقتناعها بوجاهة وواقعية المبادرة المغربية للحكم الذاتي، كما يؤكد على ذلك المسؤولون الأمريكيون. زيارة وزير الخارجية الجزائري،، صبري بوقادوم، الى جنوب افريقيا، يسعى من خلالها النظام العسكري الجزائري، الذي عاد لتصدر المشهد السياسي بالبلاد جراء مرض الرئيس عبد المجيد تبون، الى إعادة تفعيل محور حلفائه في افريقيا، خصوصا بعدما انفضت عدد من البلدان الافريقية حول جبهة "البوليساريو"، و قررت فتح قنصلياتها بكبرى حواضر الصحراء المغربية، وكذا تراجع اللوبي الانفصالي بأروقة الاتحاد الافريقي، المنظمة التي تخلصت خلال السنوات الأخيرة منذ عودة المغرب اليها، من المناورات التي كانت ضحية لها لسنوات، و التي اقتنعت بأن أطروحات الانفصال التي تروج لها جبهة "البوليساريو" متجاوزة في ظل اعتراف أقوى دولة في العالم بمغربية الصحراء، وتزايد البلدان التي تعتزم افتتاح تمثيلياتها بكبرى حواضر الصحراء المغربية. النظام العسكري الجزائري، الذي اختار الدعاية الإعلامية المضللة عبر فبركة مسرحيات رديئة السيناريو والإخراج إرضاء لقيادات جبهة "البوليساريو" المتورطة في سرقة المساعدات الدولية الموجهة للمحتجزين بمخيمات تندوف، يحاول التشبث ببارقة أمل لمعاداة المملكة المغربية في قضيتها الوطنية الأولى، خصوصا بعد الصفعة الأخيرة التي تلقاها النظام العسكري من قلب الجزائر على لسان مساعد كاتب الدولة الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ديفيد شنكر، الذي شدد على أن واشنطن تدعم مبادرة الحكم الذاتي لحل النزاع حول الصحراء المغربية، رغم كل التنازلات والخدمات التي قدمها النظام الجزائري على أمل دفع واشنطن لتغيير موقفها مع الإدارة الجديدة لبايدن.