تتواصل ردود الفعل الإقليمية على الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، خاصة من خصوم المغرب داخل القارة السمراء ممن يدعمون جبهة البوليساريو ويرفضون القرار الأمريكي. التطورات الأخيرة في الصحراء كانت محورية في زيارة وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم إلى بريتوريا في الحادي عشر من الشهر الجاري. وشكلت القضية محور مباحثات الوزير الجزائري مع نظيرته الجنوب أفريقية ناليدي باندور.
ما يؤشر على تنسيق قديم جديد، ارتفعت وثيرته مؤخرا، بعد التطورات الأخيرة، بين بريتورياوالجزائر، هو الطلب الذي وجهه رئيس جنوب إفريقيا، رئيس الاتحاد الأفريقي، سيريل رامافوزا، أول أمس الأحد، الى الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن بإلغاء قرار سلفه دونالد ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على كامل صحرائه. خالد الشكراوي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأفريقية، يرى أن الأمر لم يتغير بين البلدين وهناك فقط تحرك جزائري ملحوظ. وقال الشكراوي في حديث للأيام24''المسألة ليس لها تأثير، لأنها مرتبطة بالسياسة الامريكية فلا الجزائر ولا جنوب افريقيا يمكنها ان تطلب من امريكا تغيير موقفها''.
وأكد المتحدث ذاته، أن الجزائر تريد ان تدفع بعض اصدقائها في افريقيا لاتخاد مواقف صارمة في القضية، وجنوب افريقا في حرج من امرها ، لان لها علاقة ايضا مع الولاياتالمتحدة لايمكن ان تخسرها''. وشدد في هذا السياق أن جنوب أفريقيا ليس في مصلحتها أن تدخل في تناقض مع الولاياتالمتحدة''.
وعن الموقف الجزائري، قال الشكراوي إنه سيستمر في هذا الشأن، وستتحرك الجزائر لأن لها مشكل داخلي قاهر على مستوى بناء السلطة، والنظام العسكري لديه طريقتان للاستمرار في السلطة ، الحفاظ على الوحدة والعدو الخارجي الذي يراه في المغرب''.
وبخلاف جنوب أفريقيا والجزائر يرى الشكراوي ان الخطاب في باقي الدول متوازن وعلى مستوى الاجرأة ليس هناك شيء.'' وامريكيا اعتبر الخبير ذاته أن تصريح مستشار الأمن القومي الجديد في إدارة بايدن كان واضحا والقرار(الاعتراف بالصحراء المغربية) قرار استراتيجي ، وليس قرارا للرئيس ترامب وادارته''. وأشار في هذا السياق الى ان الولاياتالمتحدة كانت قد ارادت اتخاذ بعض المواقف ، لكن طرح المغرب مشروع الحكم الذاتي ، والتزمت بمساعدته. وفي عهد باراك اوباما طرحت قضية حقوق الانسان وتم ادخال الصحراء في مقتضى التعاون الأمريكي المغربي ، أي ان مسألة امن المغرب من امن امريكا.