بعد الجولة التي قام بها وزير خارجية الجزائر إلى عواصم إفريقية، شملت بريتوريا، والتي تمحورت أساسا حول ملف الصحراء المغربية، تحركت جنوب إفريقيا للضغط على الإدارة الأمريكيةالجديدة للتراجع عن قرار ترامب القاضي بالاعتراف بسيادة المملكة الكاملة على الأقاليم الجنوبية. ودعت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، ناليدي باندور، الرئيس الأمريكي الجديد إلى مراجعة قرار ترامب وتغيير سياسة الولاياتالمتحدة في القارة الإفريقية. وقالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا: "في ما يتعلق بالسلام والأمن في القارة الإفريقية، ما تزال الكثير من الشعوب تعاني من عدم الاستقرار والعنف والصراع، على غرار الصحراء الغربية التي لا ينعم شعبها بعد بحقه في تقرير المصير والاستقلال". وقال الباحث في ملف الصحراء نوفل البوعمري إن "سياق موقف وزيرة جنوب إفريقيا يرتبط بالجولة الفاشلة التي قام بها وزير الخارجية الجزائري بوقادوم إلى إفريقيا، والتي لم يستطع فيها حشد غير صوتين داعمين لأطروحته المتهالكة سياسيا والمتجاوزة أمميا". وأضاف البوعمري، في تصريح لهسبريس، أن تحركات الجزائر بالمنطقة هدفها ليس التأثير على قرار الإدارة الأمريكية من قضية الصحراء، "لأنها تعلم أنه لا تأثير سياسيا لها داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، سواء على مستوى اللوبيات التي كانت تتوفر عليها سابقا أو على المستوى الرسمي". وتابع الخبير في الشؤون الإفريقية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد اقتنعت بضرورة دفع العلاقة مع المغرب إلى مداها السياسي والاقتصادي والأمني، مشيرا إلى أن واشنطن "لا يمكن أن تراهن على نظام جزائري ينهار من الداخل، وتترك المغرب كبلد قوي مؤسساتيا وسياسيا". وبخصوص تنسيق البلدين العدوين للمملكة المغربية، أوضح الخبير ذاته أن "الجزائروجنوب إفريقيا تتحركان اليوم تحضيرا للقمة الإفريقية المرتقبة في فبراير المقبل، خاصة مع تزايد عدد الدول الداعمة للمغرب والتي فتحت قنصلياتها أو في طريق فتح قنصلياتها بالعيون والداخلة، وهو ما سيخلق ميزان قوى حقيقيا داخل الاتحاد الإفريقي لصالح المغرب وحلفائه، قد يؤدي مستقبلا إلى تجميد عضوية الكيان الوهمي بالاتحاد الإفريقي والتعامل معه كتنظيم سياسي كما تتعاطى معه الأممالمتحدة". ويأتي موقف جنوب إفريقيا تزامنا مع تحرك اللوبي الأمريكي الموالي للجزائر لممارسة ضغوطه على الإدارة الأمريكيةالجديدة من أجل التراجع عن قرار دونالد ترامب بخصوص اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء ودعم مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية. واستغل رئيس لجنة الدفاع بالكونغرس الأمريكي جيم إنهوف، أكبر داعم لمطالب البوليساريو، جلسة إقرار تعيين الجنرال لويد أوستن، مرشح جو بايدن لوزارة الدفاع، لانتزاع موقف حول مسألة إجراء استفتاء في الصحراء المغربية، لكن المرشح لقيادة "البنتاغون" تفادى تقديم "هدية" للانفصاليين.