امرأتان بنظرة رسم فصل الشتاء عليها وشما تبحثان عن الغرابة الجبلية، وتمشيان بكل إقدام نحو وادي الأقدار، على إيقاع الزمن المتباطئ، ذلك الزمن الذي نشعر به في أعماق أعماق الذاكرة، الخطى تتابع لكسر الصمت، وصمت القمة، والابتسامة مرتسمة كدرع لحماية النفس، إنه حصن الابتسامة لرد أي هجوم للرياح أو الأقدار، باستعمال سلاح الابتسامة، فلنبتسم من أجل الحياة، ومن أجل تباطئ الزمن، وآلام الحياة، هذا القدر المحتوم المنزوي بين الجبل والابتسامة… في المساء، تطلق حرارة النار الابتسامةَ، وتوقظ الرغبة، لكي تحتفل بالحياة القاسية حياة تستمر بالرغبة والمتعة والابتسامة، إنه ألم الابتسامة… من هناك في الأفق البعيد، من أرض الملك لاغنار لوثبروك وصل وجهان تعلوهما ابتسامة الفايكنغ بريئان كندف الثلج أبيضان كصوف الأمازيغيات إنها ابتسامة الشمال الباحثة عن أرض بنات حواء صويحبات الابتسامة المتألمة أرض الوشوم على جلد الذاكرة، أرض ألف ألم وألم في اليوم وألف رغبة ورغبة في الليلة على إيقاع ابتسامة هذه المتعة الأليمة متعة الحياة بأفراحها وأتراحها وإيقاعاتها ورقصاتها حول أغنية تتكرر من أجل الحياة إنه النشيد الأبدي نشيد الأزمنة… مخبئتان في خيمتهما، في ليلة من ليالي الشتاء الباردة والشموع تضيء فرحة الوحدة ويحميهما الأطلس النعسان هذا الحامل الأسطوري داعم القبة السماوية الأبدي
الوحش يقتنص اللحظة المناسبة، والأطلس يغلق عينيه، منهكا من حمل هذه القبة الثقيلة مثل الكون، فيكشر الوحش عن أنيابه المظلمة ويطفئ الشموع ويخنق الابتسامة، فيستيقظ الأطلس وبعد برهة تتبخر الابتسامة فتبكي الأمازيغيات رحيل الابتسامة وحتى النار لم تعد توقظ أي رغبة كيف للمرء أن يعيش دون ابتسامة؟ وأنّى له الابتسام والوحش يتربص في الغابة؟ سلامي أيتها الابتسامة الأمازيغية وسلامي يا ابتسامة الفايكنغ ابتسما فالوحش يلتقط لكما شريطا مصورا. في إحدى الليالي الباردة من ليالي الشتاء في المرتفعات الباردة