مرحبا، دكتور سلامة حصبري ! هل تذكر ابتسامة محمد السبايلي، تلك الابتسامة التي تملأ وجهه الصغير كاملا ولكنها ? تستطيع أن تخفي شيئا من ألمه الكبير، ألم لازمه منذ الصغر؟ تذكرت هذه الابتسامة وأنا أفكر فيك وبالضبط في ذلك المساء الذي التحقت فيه بنا في مقهى باريز لتزف إلينا فرحا أن صديقنا الشيوعي مول الموطور قد وجد لك عملا في معمل صنع البطاريات. كنت حينها قد حصلت على الشهادة ا?عدادية ولا تزال تراسل صديقك المكي الناصري باسم الدكتور سلامة حصبري. ابتسم السبايلي ابتسامته تلك، وهو ينظر إليك، فلاحظت أنك تبتسم تقريبا مثله ولكنك طأطأت رأسك. سألتك : هل سمعت بمدرسة المعلمين؟ أجبت : سمعت بها ! قلت : لم ? تجرب حظك في مباراة هذه السنة؟ لم تجب بل اختفيت مباشرة بعد هذا السؤال. ذهبت لتلتحق بأصدقائك ا?خري ن فقد كانت عادتك، إن لم تخني الذاكرة، أن تمر بأماكن عديدة كل مساء عندما كانت المحمدية بالفعل مدينة للعمل والسمر. لكن هذه المرة لم نعد نراك في أماكن سمرنا. اختفيت تماما فصرنا عندما نسأل عنك، أين الدكتور سلامة حصبري، يجيب أحدنا : الدكتور سلامة حصبري مداوم في معمل البطاريات ! ظهرت فجأة وقد تغيرت ابتسامتك التي لم تعد تشبه في شيء ابتسامة السبايلي التي ? تتغير. قلت لنا بهدوء : نجحت في مباراة الالتحاق بمدرسة المعلمين ! ضحك السبايلي هذه المرة، ضحكا ? يختلف كثيرا عن ابتسامه، فقال لك : ا?ن تستطيع أن تستمر في محاو?ت كتابة الشعر والقصة والتشكيل ! وقلت لك : ويمكنك كذلك أن تتابع دراستك ! لقد كنت دائما متعدد الاهتمامات ورغم صورة الكسول، أو المهمل، التي توحي بها لمن ? يعرفك، شغوفا بالقراءة، قوام الليل نوام النهار، فهل تغير شيئ من هذا بعد أن أصبحت الدكتور حسن بحراوي؟ لقد تفرقت بنا السبل مرات عديدة لكني كنت، و? أزال، أجدك تلقاني دائما بابتسامة النجاح في مباراة مدرسة المعلمين، ابتسامة فيها الكثير من الفرح وربما الكثير من ا?عتزاز بالنفس : صديقي، هل تغيرت هذه الابتسامة ?نك انتصرت على الوقت أم ?نك لم تترك الزمان يمكر بك مكرا كثيرا، على عكس ما حدث للعديد كن أصدقائنا، فغيرت اسمك من سلامة إلى حسن، أي عدت إلى بحراوي وسيدي بوزرقطون؟ دامت لك الابتسامة وكثرة النوم بالنهار !.