عن الدار العربية للعلوم ناشرون ببيروت ومنشورات الاختلاف بالجزائر صدرت رواية "نساء الريح" للقاصة والروائية الليبية رزان نعيم المغربي، وهي روايتها الثانية بعد "الهجرة على مدار الحمل" وعدة مجموعات قصصية، و"نساء الريح" أول رواية نسائية عربية تتناول قضية "الحريك"/ الهجرة السرية من منظور نسائي، وتقف عند معاناة المرأة العربية التي أُجبرت، بدورها تماما كالرجل وربما أكثر منه، على خوض مغامرة الهجرة السرية من أوطانها المختلفة نحو بلاد الغرب، وأن تدخل في دوامة مواجهة المحتالين والسماسرة والمبتزين لتحقيق طموحها في تغيير حياتها نحو الأفضل. ولكل امرأة من شخصيات "نساء الريح" حكاياتها ودوافعها نحو التفكير في السفر بعيدا والهروب من واقعها المرير. ولقد نجحت هذه الرواية في تجلية حقيقة معاناة كل الشخصيات النسائية في الرواية، في إطار رصدها، تحولات واقع المجتمعات العربية. وهي رواية تستحق، بالتأكيد، القراءة لإثارتها هذا الجانب الخفي من واقع المرأة المغامرة/الباحثة عن تغيير أوضاعها وأحوالها، من جهة. ونظرا لجمال صياغتها وسلاستها الفنية، من جهة ثانية. ومن ثم، وكما قال أحد الباحثين فإن "هذه الرواية أكثر من رائعة وأكثر إنسانية وعمقاً، في كل فصل من فصولها حكاية يعتصرها الألم، يشعر من يقرأها أنه يذهب في رحلة طويلة لا رجوع منها، في كل محطة". وفضلا عن ذلك تغوص هذه الرواية الممتعة في تفاصيل نسائية طريفة تكشف عن الواقع الاجتماعي المعاصر في بلاد مختلفة في ظل عصر عولمة اختلطت فيه المعايير وتخلخلت القيم. هكذا نجد الرواية تقف عند معاناة الصداقة والحب والخيانة والأمومة والبنوة في الحياة المعاصرة. والأهم في الرواية هو طرحها أسئلة حيوية تتعلق بواقعنا الإنساني المعاصر في القرن الحادي والعشرين. محمد الطنجي