ذكرت مصادر عسكرية ومحلية أن القوات اليمنية الموالية لحكومة الرئيس اليمني المعترف به دوليا، عبد ربه منصور هادي أحرزت، اليوم الأربعاء، تقدما كبيرا في عدن، بعدما انتزعت من المتمردين الحوثيين وحلفاءهم المطار الدولي ومناطق واسعة في هذه المدينة الكبيرة في جنوب البلاد. ويأتي ذلك غداة إطلاق عملية "السهم الذهبي" التي تشارك فيها قوات يمنية مزودة بأسلحة متطورة إلى جانب مقاتلات وبوارج التحالف العربي، وتهدف إلى استعادة عدن من المتمردين بعد أكثر من ثلاثة أشهر من سيطرتهم عليها. وباتت "المقاومة الشعبية"، التي تقاتل كقوة منظمة بعد أن واجهت الحوثيين طوال أشهر كمجموعات غير متجانسة وضعيفة التسليح، تسيطر على المطار الدولي وحي (خور مكسر) الذي يعد قلب المدينة، وأجزاء واسعة من حي (المعلا) بما في ذلك الميناء التجاري فيه، وحي (كريتر)، بحسب مصادر متطابقة. وكان التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، قد أطلق في 26 مارس الماضي، عملية "عاصفة الحزم" عندما كان الحوثيون ومعقلهم في شمال البلاد، على وشك دخول عدن. وشهدت المدينةالجنوبية خلال الاشهر الماضية المعارك الاكثر ضراوة واكتسبت أهمية رمزية بالنسبة للتحالف ولمعسكر هادي، الذي اضطر للفرار منها إلى الرياض بسبب تقدم الحوثيين بعد شهر من انتقاله إليها، هربا من صنعاء للسبب ذاته. ويسيطر الحوثيون بالكامل، منذ شتنبر 2014، على العاصمة اليمنية صنعاء. ويستفيد الحوثيون من تحالفهم مع قوات الجيش اليمني الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي ظل يحتفظ، وبالرغم من تخليه عن السلطة في 2012، بنفوذ كبير في المؤسسة العسكرية وقوى الامن. وشوهدت عشرات العربات العسكرية الحديثة على مدرج مطار عدن، فيما شوهدت قوافل أخرى من العربات تتجه نحو جبل (حديد) حيث المدخل الرئيسي لمنطقة المعلا في عدن. وقال ضابط في القوات الموالية لهادي إن "التحالف زود المقاتلين بهذه العربات من اجل تحرير عدن وقد أدت دورا رئيسا في المعركة". وسيطر مسلحو "المقاومة"، بعد ظهر اليوم، على ميناء المعلا، وهو ميناء تجاري صغير يبعد حوالي ميل بحري فقط عن ميناء عدن الذي ما زال يسيطر عليه الحوثيون. وتدور اشتباكات عنيفة في حي (كريتر) الذي يقع فيه القصر الجمهوري، وفي حي المعلا الذي يتراجع فيه الحوثيون وقوات صالح بحسب مصادر عسكرية وسكان، فيما شنت مقاتلات التحالف ست غارات على مواقع للمتمردين في المنطقة. من جهته، قال قائد عمليات القوات الموالية للحكومة اللواء فضل الحسن إن قواته استولت على الطريق الساحلية المطلة على مضيق باب المندب الاستراتيجي بين اليمن وجيبوتي. وهذه الطريق تربط بين عدن ومدينة موكا، التي يسيطر عليها المتمردون، والتي تضم ميناء قريبا من باب المندب. وقال الحسن إن "المقاومة الشعبية متواجدة الآن على أبواب مدينة موكا"، مع وصول تعزيزات عسكرية للمتمردين من المدن التي يسيطرون عليها في الشمال. وسادت انحاء عدة من عدن مظاهر احتفال بتراجع الحوثيين والقوات المتحالفة معهم الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.