اشاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الخميس ب"الصمود الاسطوري" الذي يبديه انصاره في عدن، ثاني كبرى مدن البلاد والتي استعادت فيها القوات الموالية له زمام المبادرة من ايدي المتمردين الحوثيين وحلفائهم، مؤكدا انه "من عدن سنستعيد اليمن". وقال هادي في كلمة بمناسبه عيد الفطر ان "الصمود الاسطوري البطولي الذي تبديه المقاومة الشعبية ومعها وحدات الجيش الوطني الشجاعة في مواجهة تحالف الشر والغدر والخيانة لهو حري بالتحية والاكبار والعرفان". واضاف ان "عدن ستكون مفتاح الخلاص لشعبنا ووطننا وقضيتنا، فمن عدن سنستعيد اليمن وما تحقق فيها من انتصار انما هو فاتحة انتصارات مجيدة ومتوالية حتى يستعيد اليمنيون بلادهم". وتسعى حكومة هادي الى اتخاذ مدينة عدنالجنوبية موطئ قدم لها عبر ايفاد عدد من الوزراء والمسؤولين، وذلك بعد التراجع الكبير للمتمردين الحوثيين وحلفائهم في المدينةالجنوبية. وكان المتحدث باسم الحكومة راجح بادي قال ليل الاربعاء لوكالة فرانس برس ان ثلاثة وزراء "سيعودون خلال الساعات المقبلة" الى عدن. وبحسب بادي، سيقوم وزراء الصحة والداخلية والنقل ب"الاطلاع على الاوضاع وعلى حجم الدمار" اذ ان الحكومة كان لديها "خطة بالعودة الى عدن تدريجيا منذ البداية، ومعظم المدينة آمنة والحكومة تعمل من اجل تأمينها بشكل كامل". الا ان مسؤولا محليا اكد لوكالة فرانس برس بعيد ظهر الخميس ان "ايا من وزراء حكومة الرئيس هادي لم يصل بعد الى عدن" فيما قال مدير امن المطار عبدالله قائد للصحافيين ان "اي طائرة لم تحط في المطار" الذي باتت تحت سيطرة القوات الموالية لهادي. من جانبه، قال ياسين مكاوي مستشار هادي لوكالة فرانس برس ان "الترتيبات ما زالت جارية لوصول الوفد الرسمي الى عدن" مشيرا الى ان الوفد الحكومي "سيتولى وضع الترتيبات للاستجابة للحاجات العاجلة لسكان عدن". وبحسب مكاوي، فان الاولوية بالنسبة للحكومة اليمنية حاليا في عدن هي تنظيم حملات نظافة لمنع انتشار الاوبئة وتاهيل المستشفيات وتامين الموانئ والمطار لتسهيل وصول السفن وايصال الاغاثة واجلاء الجرحى. واكد مكاوي وجود "خطة متكاملة لتحرير المناطق الاخرى بعد عدن وذلك بالتقدم نحو لحج وتعز" في جنوب البلاد، مشددا على ان "تحرير عدن سيكون له تاثير كبير في تحريك الاوضاع لطرد المتمردين من المناطق الاخرى". وياتي ذلك فيما تراجع الحوثيون في المدينةالجنوبية امام تقدم عملية "السهم الذهبي" التي تشنها "المقاومة الشعبية" التي تقاتل المتمردين بدعم جوي وبحري من التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ صباح الثلاثاء. وتهدف العملية الى استعادة عدن من المتمردين بعد اكثر من ثلاثة اشهر من سيطرتهم عليها. وباتت "المقاومة الشعبية" التي تقاتل كقوة منظمة بعد ان واجهت الحوثيين طوال اشهر كمجموعات غير متجانسة وضعيفة التسليح، تسيطر على المطار الدولي وحي خور مكسر الذي يعد قلب المدينة، واجزاء واسعة من حي المعلا بما في ذلك على الميناء التجاري فيه، وحي كريتر وحي المنصورة، بحسب مصادر متطابقة، اي القسم الاكبر من المدينة. وتتزامن هذه العملية مع توصل ايران التي تعد الداعمة الرئيسية للمتمردين الحوثيين الشيعة، الى اتفاق تاريخي مع القوى الكبرى حول برنامجها النووي. واكد المقاتلون الموالون لهادي مساء الخميس انهم استعادوا قطاعا قريبا من القصر الرئاسي في حي كريتر. وصرح ضابط في القوات الموالية لهادي عبد الله الصبيح ان 71 من المتمردين الحوثيين والجنود المتحالفين معهم استسلموا في القطاع نفسه. وقد شنت مقاتلات التحالف ليل الاربعاء وصباح الخميس سلسلة غارات على مواقع الحوثيين عند المدخلين الشمالي والشرقي لعدن، وعلى المناطق التي ما يزالون يتحصنون فيها في احياء كريتر والتواهي والمعلا. كما قصف طيران التحالف تعزيزات عسكرية للحوثيين على مشارف عدن كانت قادمة من محافظة البيضاء بوسط البلاد الى عدن بحسب مصادر عسكرية. وفي سياق متصل، قال علي الاحمدي، وهو احد المتحدثين باسم "المقاومة الشعبية"، ان 14 مقاتلا من الحوثيين قتلوا اثناء عملية تحرير 22 عنصرا من "المقاومة" كانوا محتجزين في مبنى القنصلية الصينية في حي خور مكسر مساء الاربعاء. وقد قتل مدنيان في قصف للحوثيين على منزل في دار سعد مصادر محلية. وذكرت مصادر محلية ان "المقاومة الشعبية" تقود حملة عبر مكبرات الصوت تحث فيها المقاتلين الحوثيين في احياء كريتر والمعلا وخور مكسر على الاستسلام مقابل تأمين خروج آمن لهم. وكان التحالف العربي الذي تقوده السعودية اطلق في 26 مارس عملية "عاصفة الحزم" عندما كان الحوثيون ومعقلهم في شمال البلاد، على وشك دخول عدن. وشهدت المدينةالجنوبية خلال الاشهر الماضية المعارك الاكثر ضراوة واكتسبت اهمية رمزية بالنسبة للتحالف ولمعسكر هادي الذي اضطر للفرار منها الى الرياض بسبب تقدم الحوثيين بعد شهر من انتقاله اليها هربا من صنعاء للسبب ذاته. ويسيطر الحوثيون بالكامل منذ سبتمبر على العاصمة اليمنية صنعاء. الى ذلك، اندلع حريق كبير جديد الخميس في مصفاة النفط الواقعة في جنوبعدن عقب اصابتها بصاروخي كاتيوشا اطلقهما المتمردون الحوثيون بحسبما شهود ومسؤول في المصفاة. وارتفعت اعمدة الدخان الكثيف فوق المصفاة التي سبق ان استهدفت مرتين من قبل المتمردين منذ نهاية يونيو. وذكرت المصادر انه تم اخلاء المنطقة المحيطة من السكان. وقال مسؤول في المصفاة لوكالة فرانس برس ان "صاروخي كاتيوشا اطلقا من جانب الحوثيين سقطا صباح الخميس على المصفاة ما ادى الى اندلاع حريق امتد الى خزان للوقود". وكانت عملية اطلاق صواريخ مشابهة تسببت الاثنين بحريق كبير في المصفاة. وفي الامارات، اعلنت قيادة القوات المسلحة مقتل احد ضباطها المشاركين في "عملية اعادة الامل" التي يقودها التحالف في اليمن، دون ان توضح المكان الذي قتل فيه. واعلنت القيادة في بيان "استشهاد عبد العزيز سرحان صالح الكعبي احد ابنائها البواسل برتبة ملازم اول اثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن ودعمها".