انطلقت، مساء أمس السبت، بساحة مولاي رشيد بتمارة، فعاليات الدورة 12 للمهرجان الدولي "مغرب حكايات" الذي يحتفي هذه السنة بالتراث اللامادي الأسيوي. وأمام حشود من ساكنة المدينة، من شرائح عمرية مختلفة، افتتح برنامج العروض المتمحورة حول الحكاية والتراث الشعبي، بعرض عبارة عن تجسيد مسرحي لرحلة ابن بطوطة، قدمته فرقة تمثل جمعية لقاءات للتربية والثقافات، التي تنظم التظاهرة بشراكة مع عمالة الصخيراتتمارة. ودشن هذا الحفل الافتتاحي سلسلة من الفقرات الغنية والمتنوعة التي تتوزع بين مناطق مختلفة من جهة الرباطسلا زمور زعير، طيلة الفترة الممتدة إلى 11 يوليوز الجاري. وترفع الدورة شعار "العجائبي : كنز مشترك وتواصل دائم" حيث تتوخى في نطاق من التبادل بين التجارب والممارسات التراثية المختلفة، الاحتفاء بالموروث الشفهي والكلمة الموزونة، وإعادة الاعتبار للحكواتيين، صناع الكلمة من محترفين وهاوين. ويحتفي "مغرب حكايات" في دورته الحالية، التي تعرف مشاركة رواة وباحثين وفنانين وفرق تراثية، من المغرب والخارج، بالتراث الثقافي اللامادي الأسيوي، من خلال إبراز القيم الروحية المشتركة بين مكونات البلدان الأسيوية المكونة من شعوب وأقوام متباينة عرقيا ولغويا ومتباعدة جغرافيا. وينشط فعاليات التظاهرة فنانون وفرق وحكواتيون من دول الفيليبين، الصين، البنغلادش، أذربيجان، سورية، كرزغستان، إندونيسيا، فلسطين، العراق، البحرين، لبنان، تركيا، مصر، تونس، السعودية، الأردن، ليبيا، روسيا، الجزائر وإسبانيا. ويرصد المهرجان، الذي يستقبل إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف للدورة، جائزة كبرى لأحسن حكواتي، تشجيعا لعطاءات هؤلاء الحافظين للتراث اللامادي الانساني. ومن ليالي الحكي والعادات التي تنشط عددا من الساحات في تمارةوالرباطوسلا، سيتاح لجمهور المهرجان التوقف عند خيمة العادات والتقاليد الأسيوية، ثم قرية التراث اللامادي بساحة باب الأحد بالرباط، بينما يلتئم باحثون ومهتمون حول المائدة المستديرة الرئيسية للدورة بعنوان "العجائبي في التراث الشفاهي اللامادي" بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية. وبرمج المنظمون أيضا مقهى الحكاية، التي توفر فضاء لتحسيس الرواة وحثهم على تسجيل ا?فضل الممارسات من طرف منظمة (اليونيسكو)، كما ضربوا موعدا للجمهور مع ا?فلام مستوحاة من الحكاية الشعبية. يذكر أن جمعية لقاءات للتربية والثقافات تكرس مفهوما للثقافة اللامادية الشعبية بوصفها قاطرة للتنمية، وتروم على هذا الأساس الحفاظ عليها، ا?عادة تا?هيلها وتسويقها. وانبثقت الجمعية عن فريق للبحث الجامعي في التراث الشفاهي. وتؤكد الجمعية المنظمة أنها تتطلع الى الانخراط في تقديم صورة حقيقية عن مغرب رابط بين ثقافة الأمس واليوم والغد ومنفتح على الآخر، والعمل على التعريف بالموروث الثقافي وترويجه خارج الحدود والحفاظ على الموروث الشفهي وتمريره ا?لى الجيل الصاعد وجمع وتوثيق ونشر الموروث الشفهي و إنشاء متاحف خاصة بالتراث اللامادي.