تنظم جمعية لقاءات للتربية والثقافات، بشراكة مع ولاية الرباطسلاالقنيطرة، و بدعم من وزارة الثقافة و الاتصال، الدورة 15 من المهرجان الدولي» مغرب الحكايات «، بمدينة الرباط من 1 إلى 13 يوليوز2018 ، و حسب الجهة المنظمة، فإن هذه الدورة تستضيف هذه السنة الصين كضيفة شرف، بجانب دول أخرى عديدة. الافتتاح الرسمي لمهرجان « مغرب الحكايات « سينطلق ليلة 7 من يوليوز الحالي بفضاء الأوداية على الساعة 9 مساء، في حين ينطلق الاستعراض الفني من شارع القناصلة بالمدينة العتيقة للرباط. و وفق الجهة المنظمة دائما فقد تم اختيار موضوع « الغابة في المتخيل الشعبي «، و التي تشكل قاسما مشتركا في التراث المحكي لأغلب الشعوب، و إبراز الغابة في المتخيل المشترك بين شعوب متباينة عرقيا و لغويا، و متباعدة جغرافيا. كما يحتضن فضاء المهرجان الدولي « مغرب الحكايات « طيلة 7 أيام و 7 ليالي، جلسات حكايات تبرز تقارب الشعوب فيما بينها بخصوص موضوع الغابة في الموروث الثقافي الشفوي للبلدان المشاركة. و يتضمن برنامج الدورة 15 لمهرجان « مغرب الحكايات « مائدة مستديرة بجامعة محمد الخامس بالرباط حول: « تيمة الغابة في المتخيل الشعبي المشترك للإنسانية «، بمشاركة أساتذة باحثين متخصصين في التراث اللامادي، إضافة إلى مقهى للحكاية يقوم فيه الحكواتيون بجرد حكايات الغابة قصد توثيقها و نشرها، ثم أوراش تطبيقية عن دور الحكاية في التربية و التهذيب. بالموازاة مع الحكايات، ينظم معرض للتراث اللامادي للدول المشاركة، حتى يطلع الجمهور على ما تزخر به هذه الدول من عادات وطقوس، و أدوات ومصنوعات تقليدية ترتبط بالحياة والثقافة الغابوية. و في تصريح لها تقول الأستاذة نجيمة طاي طاي غزالي، مديرة المهرجان و الخبيرة الدولية في التراث الثقافي اللامادي:» تشكل الحكاية جزءا أساسيا من التراث اللامادي للشعوب، الذي يضم الحكايات، و الأساطير، و قصص البطولات و الخوارق التي روجها الرحالون و المغامرون و المستكشفون بعد عودتهم من رحلاتهم في أقاصي بقاع الدنيا في كل الأزمان، و من ثمة فإن الحكايات قد صيغت و أعيدت صياغتها كلما انتقلت من لغة لأخرى ومن مجال ثقافي لآخر و من شعب لآخر، و في كل مرة يتم تطعيمها بعناصر دلالية و رمزية مستوحاة من الأرضية الثقافية للحكواتيين و المتلقين» . و تضيف الأستاذة طاي طاي:» تتضمن الحكايات التي روج لها الرحالة و المغامرون، أحداثا تاريخية كما تتضمن أحداثا مبتدعة و متخيلة و مقاطع لشخصيات خارقة و عجيبة، و من ثم فإن العجائبي يشكل سمة أساسية و لازمة متكررة في معظم الحكايات و خاصة تلك التي تدور أحداثها في الغابات المظلمة و الأدغال الموحشة « . معلوم أن جمعية لقاءات للتربية و الثقافات انصب اهتمامها منذ تأسيسها على الإسهام في الحقل الثقافي الوطني، و ذلك بتنظيم المهرجان الدولي « مغرب الحكايات «، قصد تشجيع الاعتناء بالموروث الشفهي المغربي بصفة خاصة و العالمي بصفة عامة. و لتحقيق هذه الأهداف تسهر الجمعية على الانفتاح على مختلف الثقافات محليا و جهويا و عالميا. و المهرجان الدولي مغرب الحكايات هو احتفال بالموروث الشفهي و الكلمة الموزونة بامتياز، كما يهدف إلى إعادة الاعتبار لصناع الكلمة من محترفين و هاوين، و يسهر عليه خبراء و مهتمون بمجال التراث و الثقافة و التربية، اعتبارا لكون الثقافة قاطرة للتنمية الشاملة في البلاد، إلى جانب الاقتصاد و السياحة، و يمكن أن تلعب دورا كبيرا في التقارب بين الشعوب. و يحظى مهرجان « مغرب الحكايات « بالرعاية الملكية. و يشارك في مهرجان « مغرب الحكايات « رواة و باحثون و فنانون و فرق تراثية محلية و دولية، كما تشارك فيه مؤسسات تعليمية و جمعيات وطنية و دولية، و تخصص كل دورة للتراث الثقافي اللامادي العالمي.