أسدل الستار السبت الماضي على فعاليات الدورة 16 للمهرجان الدولي مغرب الحكايات تحت شعار الكلمة للمرأة وتنظيم جمعية لقاءات للتربية والثقافة -التي تأسست سنة 1992 – بشراكة مع وزارة الثقافة ، وذاك في حفل ترأسته ذة. نجيمة طاي طاي غزالي مديرة المهرجان . فمع زوال شمس يوم السبت وقف جميع ضيوف المهرجان الدولي مغرب الحكايات مع قصة من ألف ليلة و ليلة، التي كانت شهرزاد بطلتها،و طلت بكل ثقة على جمهورها طيلة أيام المهرجان الذي امتد من 7 الى 13 يوليوز الجاري لتبرهن لشهريار و تحكي له عن قوة المرأة مبرهنة أنها لم تكن كباقي النساء. حيث تميزت هذه الدورة بتواجد مجموعة من الحكواتيين والفرق الذين خطفوا أنظار الجميع على خشبة المسرح بالأوداية وفي ساحة المعرض بمارينا الرباط. ولمواصلة حمل مشعل فن الحكاية والحفاظ على استمرارها والمداومة على حلقاتها في مختلف الساحات العمومية المعروفة بعدد من مدن المملكة العتيقة وحمايتها من الإندثار، ارتأت الجمعية إحداث مسابقة كبرى للحكاية الشعبية، يتوج فيها أحسن راوي حكواتي، وتكون مناسبة لرد الإعتبار لشيوخ الحلقة وتحفز الجيل الجديد للرواة للمحافظة على هذا الموروث الثقافي اللامادي من خلال التباري والإبداع. من جانب آخر تميز حفل الإختتام بتتويج الفائزين بأربع جوائز لأحسن حكواتي ضمت، الجائزة الكبرى تخص رواة الحلقة المحترفين، في إطار برنامج الجمعية "الرواة صناع الفرجة وحفاظ الذاكرة"، وهو برنامج تأطيري وتكويني أحدث لفائدتهم. الجائزة الثانية تخص العمر الذهبي المتمثل في فئة الأجداد والجدات خاصة منهم نزلاء المؤسسات الإجتماعية التي تعنى بالمسنين الذين برهنوا على كفاءة عالية لسرد الموروث الشفهي بشراكة مع وزارة التضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية. الجائزة الثالثة وتستهدف الأطفال سواء في المؤسسات التعليمية النظامية وغير النظامية العمومية والخاصة والنوعية في إطار برنامج الجمعية التربوي "سبك الحكاية" وذلك بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباطسلاالقنيطرة. والجائزة الرابعة والأخيرة فهي موجهة لفئة الشباب، في إطار برنامج "الحكاية بلسان الشباب" وهو برنامج تربوي تأطيري تنظمه الجمعية بتعاون مع فعاليات المجتمع المدني ودور الشباب، ومن أهم أهدافه إعادة الاعتبار للموروث الثقافي الشعبي لدى الشباب. وتعتبر الجائزة الشبابية فرصة لتحفيز الشباب على الإهتمام بموروثهم الثقافي المغربي المتنوع، والاعتزاز بهويتهم، المساهمة في استثمار هذا الموروث بطرق حديثة تواكب جيل الألفية الثالثة. كما تعتبر هذه الجائزة فرصة للتواصل بين رواد هذا الموروث الثقافي الشفاهي المغربي من محترفي الحلقة والمبتدئين المولعين بفنها، بالإضافة إلى تكريس روح المواطنة لدى أطفالنا وتحبيبهم للاهتمام بثقافتهم اللامادية. مهرجان مغرب الحكايات في دورته السادسة عشر خصص للمرأة وحكايتها في المتخيل الشعبي، وضيف هذه الدورة جمهورية أندونسيا التي قدمت حكاية من التراث الأندونيسي أبرزت من خلالها الخير والشر والقوة، وكان اللباس من الموروث الشعبي المذهل بتصاميمه. قصة هذه الدورة للمهرجان الدولي مغرب الحكايات كتبتها ورسمتها ذة .نجيمة طاي طاي غزالي، وأبدع في بروزها المخرج خالد ديدان ولونها فريق عمل مثابر حمل على كاهله مسؤولية نجاح هذا المهرجان الذي شارك خلاله حكواتيون وفرق فلكلورية من كافة القارات، وعطرها جمهور الرباط في قصبة الأوداية.