تحت شعار "الكلمة للمرأة " انطلقت نهاية الأسبوع الماضي بالأوداية بالرباط، الدورة 16للمهرجان الدولي "مغرب الحكايات"، وذلك بمشاركة ثلاثين بلدا، من ضمنها إندونيسيا كضيفة شرف.حيث سبق الإفتتاح تنظيم استعراض لمجموع الفرق المشاركة على امتداد ساحة باب شالة. ويستمر هذا المهرجان، الذي تنظمه تحت الرعاية الملكية، جمعية "كونت-أكت للتربية و الثقافات" بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال، وولاية جهة الرباط-سلا-القنيطرة، إلى غاية 13 يوليوز، حيث يشكل موعدا للتلاقي بين الجمهور ونخبة من الحكواتيين والحكواتيات المنحدرين من أماكن وثقافات مختلفة، حيث يشارك المغرب بالثقافات الأمازيغية والحسانية، وثقافات الشمال وجبالة، والجنوب والشرق، وعموم جهات المملكة. وفي تصريح إعلامي قالت رئيسة جمعية "كونت-أكت"، نجيمة طايطاي، إن الدورة السادسة عشر للمهرجان تسعى إلى الإحتفاء بالتراث اللامادي الإندونيسي، وأوضحت أن شعار الدورة يروم تسليط الضوء على الدور المشهود للمرأة في بناء مجتمع الثقافة. بعد الإفتتاح الرسمي للمهرجان، تواصلت فعاليات اليوم الثاني للمهرجان بمعرض التراث اللامادي " سوق الحكايات " بضفة أبي رقراق جهة الرباط، تضمن 20 رواق لبلدان مختلفة بغية التعريف بمختلف الثقافات والحضارات، ولعرض المهارات النسائية وطرق عيش الدول المشاركة.
وشهد هذا اليوم استمتاع الزوار بأروقة المعرض التي تميز كل بلد على حدة، من أزياء وألبسة وأكلات تقليدية، ومواد تجميلية طبيعية وأدوات تقليدية تعرف بالموروث الثقافي لكل بلد كأنك تجوب العالم. تميز المعرض بمختلف الفقرات الفنية المثيرة للإهتمام والتي شارك فيها صناع الفرجة وحفاظ الذاكرة من الحكواتيين والفرق الفنية الشعبية بالتذكير بالحلقة المراكشية والرجوع إلى الذاكرة الشعبية. واختتمت مسائية اليوم الثاني من فعاليات المهرجان بليلة فنية من ليالي الحكي والعادات والتقاليد،بباب الأوداية تخللها سمر حكائي من حكايات ألف ليلة، وحكايات فنية مترجمة تعتمد على الموروث التايلندي، إضافة إلى الحكواتيين المغاربة من نساء ورجال سعوا لمشاركة الجمهور الموروث الشفهي والكلمة الموزونة لتنتهي السهرة برقصة فنية للمجموعة الإفريقية من الكونغو. من أبرز مستجدات هذه الدورة، مراهنة اللجنة المنظمة على إشراك عدد كبير من الراويات والحكواتيات والفرق الثراتية. كما يتخلل هذه الدورة معرض للتراث اللامادي" سوق الحكايات "يعرف بالإرث الحضاري للمشاركين والتحسيس بضرورة الحفاظ عليه، وعلى غرار الدورات السابقة سيشكل التكريم عبر جائزة أحسن حكواتي اعترافا بالرواة الناشئين والشباب والأجداد، إحدى المحطات القوية التي ستحتفي بصناع الكلمة الساهرين على الحفاظ على الذاكرة الشعبية. أما بالنسبة للدول المشاركة بفعاليات المهرجان في هذه النسخة فنجد جمهورية اندونيسيا، تونس، الجزائر، ليبيا، موريتانيا، جمهورية مصر العربية، دولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، جمهورية العراق، الجمهورية اليمنية، الكويت، قطر، فلسطين، المملكة الأردنية الهاشمية، السنغال، الغابون، طوغو، البينين، غانا، كونغو برازافيل، غينيا، الجمهورية اللبنانية، الصين، والهند، فرنسا، ايطاليا، إسبانيا، تركيا، المكسيك، الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى الصعيد الوطني نجد مشاركة مغربية لسبع جهات، جهة الرباط-سلا-القنيطرة، جهة سوس – ماسة، جهة العيون – الساقية الحمراء، جهة الداخلة-وادي الذهب، جهة َكلميم – واد نون، جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، جهة الشرق من جانب آخر تهدف هذه الدورة إلى إبراز دور المرأة في المجتمع في المتخيل الشعبي المشترك بين شعوب وأقوام متباينة عرقيا ولغويا ومتباعدة جغرافيا. فإلى جانب الحكايات، سيتم تأثيث ليالي المهرجان بعروض لفرق موسيقية شعبية تنتمي للدول المشاركة، كما ستنعقد مائدة مستديرة حول: " المرأة وتجلياتها في المتخيل الشعبي العالمي"، بمشاركة أساتذة باحثين متخصصين في التراث اللامادي ومقهى للحكاية يقوم فيه الحكواتيون بجرد حكايات المرأة على مر الأزمان قصد توثيقها ونشرها، بالإضافة إلى أوراش تطبيقية عن دور الحكاية في التربية والتهذيب وتكريم المرأة.