أسدل الستار، مساء يوم الجمعة 13 يوليوز الجاري، على الدورة الخامسة عشرة من المهرجان الدولي «مغرب الحكايات» التي احتضنتها العاصمة الرباط من 7 إلى 13 يوليوز، بزيارة المشاركين لضريح المغفور له محمد الخامس، وبحفل فني / حكائي أحيته جميع الدول المشاركة، بما فيها دولة الصين الشعبية، ضيف شرف الدورة، حيث استمتع الحضور بأمسية فنية نشط فقراتها حكواتيون من إفريقيا، وآسيا، وأمريكا الجنوبية. في ختام الحفل، تناولت الكلمة مديرة المهرجان نجيمة طاي طاي غزالي، لتقديم الشكر لكل من ساهم في إنجاح الدورة 15، واعدة الحضور باستمرارية الملتقى كموعد فني سنوي، يؤسس لثقافة الحكي، كتراث مشترك لامادي شعبي. وكانت فعاليات المهرجان الدولي «مغرب الحكايات « قد انطلقت يوم السبت 7 يوليوز الجاري، بلقاء عرف حضور الكاتب العام لوزارة الثقافة، وحرم سفير دولة الصين بالمغرب، وعدة فعاليات من عالم الفن والثقافة والأدب من مجموعة من الدول العربية والغربية بالفضاء التاريخي الأوداية بالعاصمة الرباط. المهرجان الذي اختير له هذه السنة شعار "الغابة في المتخيل الإنسان العالمي" حيث تشكل قاسما مشتركا في التراث المحكي لأغلب الشعوب، رغم تباينها عرقيا ولغويا وتباعدها جغرافيا تنظمه جمعية لقاءات للتربية والثقافة بشراكة مع ولاية جهة الرباطسلاالقنيطرة، وضيف هذه الدورة دولة الصين الشعبية، بمشاركة أزيد من ثلاثين دولة من أسيا، افريقيا، أمريكا الجنوبية ومن الدول الاسكندنافية … في كلمة بالمناسبة عبر الكاتب العام لوزارة الثقافة عن سعادته بحضور هذا الحفل المتميز، ونوه بالمجهودات التي تبذلها جمعية لقاءات للتربية والثقافة في شخص مديرتها نجيمة طاي طاي وباقي الأعضاء مؤكدا في سياق ذاته على استمرارية هذا الملتقى الدولي ليصل الى دورته الخامسة عشر هذه السنة وهو مجهود يجب تتمينه وتشجيعه واحتضانه، لأنه يحتفي بالموروث الثقافي اللامادي وخاصة الشفهي منه . حفل الافتتاح حضره جمهور غفير استمتع برقصات من التراث الشعبي الصيني، ومن افريقيا ومن تونس ومن المغرب من خلال موسيقى كناوة …كما استمتع بفن الحكي مع ألمع نجوم هذا الفن الشعبي المتجذر في المتخيل الشعبي المغربي : لمسيح …. وقبل لحظة انطلاق فعاليات هذه الدورة نظم كارنفال استعراضي انطلق من باب الأحد، مرورا بشارع القناصلة بالمدينة العتيقة، وصولا إلى فضاء الأوداية بمشاركة فرق فلكلورية من المغرب، تونس، الصين، فلسطين، ليبيا .. المهرجان الدولي عرف جلسات الحكي مروية على لسان "شيوخ الكلام"، تبرز تقارب الشعوب فيما بينها بخصوص موضوع الغابة في الموروث الثقافي الشفوي للبلدان المشاركة. برنامج الدورة، عرف الى جانب الحكي العديد من المواضيع الثقافية، حيث احتضن فضاء المكتبة الوطنية بالرباط ندوة علمية حول تيمة " الغابة في المتخيل الشعبي المشترك للإنسانية"، بمشاركة أساتذة باحثين متخصصين في التراث الثقافي اللامادي، إضافة إلى مقهى الحكاية يقوم فيه الحكواتيون بجرد حكايات الغابة قصد توثيقها ونشرها، وأوراش تطبيقية عن دور الحكاية في التهذيب والفنون الدرامية والتشكيلية .بموازاة مع الحكايات أيضا، ينظم معرض للتراث اللامادي للدول المشاركة حتى يطلع الجمهور على ما تزخر به هذه الدول من عادات وطقوس، وأدوات ومصنوعات تقليدية ترتبط بالحياة عموما وبالثقافة الغابوية بشكل خاص. عن هذه الدورة ا، تقول نجيمة طاي طاي غزالي، مديرة المهرجان والخبيرة الدولية في التراث الثقافي اللامادي:" تشكل الحكاية جزءا أساسيا من التراث اللامادي للشعوب، الذي يضم الحكايات، والأساطير، وقصص البطولات والخوارق التي روجها الرحالون والمغامرون والمستكشفون بعد عودتهم من رحلاتهم في أقاصي بقاع الدنيا في كل الأزمان، ومن ثم فإن الحكايات قد صيغت وأعيدت صياغتها كلما انتقلت من لغة لأخرى ومن مجال ثقافي لآخر ومن شعب لآخر، وفي كل مرة يتم تطعيمها بعناصر دلالية ورمزية مستوحاة من الأرضية الثقافية للحكواتيين والمتلقين. تضيف مديرة المهرجان " تتضمن الحكايات التي روج لها الرحالة والمغامرون، أحداث تاريخية كما تتضمن أحداثا مبتدعة ومتخيلة ومقاطع لشخصيات خارقة وعجيبة، ومن ثم فان العجائبي يشكل سمة أساسية ولازمة متكررة في معظم الحكايات وخاصة تلك التي تدور أحداثها في الغابات المظلمة والأدغال الموحشة . وعن استمرارية هذا الملتقى الدولي تقول مديرته ورئيسة جمعية لقاءات للتربية والثقافة نجيمة طاي طاي غزالي :" لقد انصب اهتمام جمعية لقاءات للتربية والثقافات منذ تأسيسها على الإسهام في الحقل الثقافي الوطني، وذلك بتنظيم المهرجان الدولي "مغرب الحكايات"، قصد تشجيع الاعتناء بالموروث الشفهي المغربي بصفة خاصة والعالمي بصفة عامة. ولتحقيق هذه الأهداف تسهر الجمعية المعتمدة لدى منظمة اليونيسكو، على الانفتاح على مختلف الثقافات محليا وجهويا وعالميا . ان المهرجان الدولي مغرب الحكايات تضيف نجيمة طاي طاي، هو احتفال بالموروث الشفهي والكلمة الموزونة بامتياز، يهدف لإعادة الاعتبار لصناع الكلمة من محترفين وهاوين، ويسهر عليه خبراء ومهتمون بمجال التراث والثقافة والتربية، اعتبارا لكون الثقافة قاطرة للتنمية الشاملة في البلاد، إلى جانب الاقتصاد والسياحة، ويمكن أن تلعب دورا كبيرا في التقارب بين الشعوب. ويحظى مهرجان "مغرب الحكايات" بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويشارك فيه رواة وباحثون وفنانون وفرق تراثية محلية ودولية، كما تشارك فيه مؤسسات تعليمية وجمعيات وطنية ودولية . محمد معتصم*