قرر البرلمان البريطاني السبت تأجيل التصويت بشأن الاتفاق حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي الذي تفاوض عليه الوزير الأول البريطاني بوريس جونسون مع بروكسيل. وصوت 322 نائبا لصالح هذا التأجيل الذي تم اقتراحه بموجب التعديل الذي قدمه النائب المحافظ أوليفر ليتوين بينما صوت 306 من النواب ضد هذا الاقتراح وذلك خلال جلسة استثنائية طارئة عقدها مجلس العموم البريطاني وهي الأولى من نوعها التي تعقد يوم سبت منذ حرب المالوين عام 1982 .
وأكد بوريس جونسون الوزير الأول البريطاني في رده على هذه النتيجة أنه " لن يعود إلى بروكسيل من أجل المطالبة بتأجيل إضافي " مشددا على أنه " مصمم على تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي" بأي ثمن دون أن يعطي أي توضيح حول الطريق الذي سيسلكه من أجل تحقيق هذا الهدف في الوقت الذي يفترض فيه أن تغادر المملكة المتحدة كتلة ال 27 يوم 31 أكتوبر .
وكان النواب البريطانيون قد رفضوا سابقا لثلاث مرات متتالية اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي في صيغته السابقة التي تم التفاوض عليها بين رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي وقادة الاتحاد الأوربي .
ومن شأن اتفاق ( البركسيت ) أن يحدد مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوربي وبريطانيا بعد 46 عاما من عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوربي .
ويعد هذا النص الآلية القانونية التي من شأنها أن تضفي الطابع الرسمي على إجراءات انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوربي حسب الإجراءات المنصوص عليها في الفصل 50 من معاهدة الاتحاد الأوربي التي انطلق في 29 مارس 2017 عندما أعلنت الحكومة البريطانية رسميا للمجلس الأوربي عن نيتها في مغادرة الاتحاد الأوربي .
ويهدف هذا النص في صيغته الجديدة التي اقترحها بوريس جونسون إلى تجنب عودة الحدود الفاصلة بين جمهورية إيرلندا والإقليم البريطاني لإيرلندا الشمالية من خلال الاحتفاظ بهذه الأخيرة ضمن منطقة الجمارك البريطانية مع وضع نظام خاص للبضائع الآتية من السوق الأوربية الموحدة وهو الخيار الذي لا يروق لأغلبية النواب .
وعلى الرغم من أنه لم يعد يفصل عن تاريخ مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوربي سوى أيام قليلة ( 31 أكتوبر ) فقد أعلنت ( داونينغ ستريت ) صباح اليوم أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد يضطر إلى طلب تأجيل إضافي ل ( البركسيت ) حتى في حالة مصادقة البرلمان على هذا الاتفاق الذي تم التفاوض بشأنه مع بروكسيل .