رغم أن جلسة مساءلة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، خيم على أجوائها رحيل القيادي الاتحادي أحمد الزايدي، الذي وري الثرى أمس الثلاثاء بمسقط رأسه بمدينة بوزنيقة، إلا أن الجلسة التي خصصت لموضوع "السياسة الحكومية لخفض الدين العمومي واسترجاع التوازنات المالية" كانت ساخنة، بعدما دخل حزب "الاستقلال" في تراشق كلامي مع رئيس الحكومة، خاصة في ما يتعلق بصندوق المقاصة ودعم الأرامل. وحمل رئيس الحكومة في معرض كلمته الحكومات السابقة مسؤولية التأخير في إصلاح صندوق المقاصة، الذي استنزف في سنة 2012 حوالي 57 مليار درهم، أي ما يشكل حوالي ربع ميزانية الدولة، مؤكدا أن عجز الميزانية تفاقم حينها ليصل إلى 7.3 في المائة، وهو ما أجبر الحكومة على الزيادة في أسعار المحروقات، إضافة إلى تجميد 15 مليار درهم من الاستثمارات من ميزانية 2013.
وأكد بنكيران أن إصلاح صندوق المقاصة يتجه لتحرير الأسعار مما يعني استهدافا للطبقات الهشة التي تستحق الدعم، مضيفا أنه لم يتم اعتماد نظام المقايسة في أسعار المحرقات في شتنبر 2013، ستكون الحكومة مجبرة على دفع 62 مليار درهم لصندوق المقاصة، حيث خصص للصندوق السنة الماضية حوالي 46 مليار درهم، وهو ما يقارب ما يتم تخصيصه لقطاع التعليم، على حد تعبير بنكيران.
وحول الاجراءات التي اتخذتها الحكومة للحيلولة دون الرفع من الأسعار، قال عبد الاله بنكيران أن الحكومة التجأت إلى الزيادة في الحد الأدنى للأجور إلى 3000 درهم، إضافة إلى الرفع من الحد الأدنى للمعاشات ليبلغ 1000 درهم، ثم دعم قنينات الغاز بأكثر من 207 في المائة من ثمنها في السوق، كما تم تخصيص ميزانية بقيمة 400 مليون درهم لدعم القمح اللين، و 4.8 مليار درهم لدعم قطاع الكهرباء، إضافة إلى دعم تجديد حظيرة سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة.
وأشار عبد الاله بنكيران أن الحكومة مازالت تدعم الغازوال ب 80 سنتيم للتر الواحد، رغم انخفاض سعر البترول في السوق الدولية.
واستغل رئيس الحكومة مداخلته بمجلس النواب ليوجه سهام نقده إلى الإعلام الذي لا يسايره، وقال: "هناك جيش عرمرم من الإعلام المغرض يقول كل يوم أن الحكومة قامت بتطبيق زيادات في أسعار مجموعة من المواد الأساسية من دون أن تعطي الدليل على ذلك"، على حد تعبيره، وخاطب المواطنين بالقول: "ردوا البال من الجرائد".
ودافع بنكيران على قرار حكومته الأخير، والقاضي بتخصيص دعم للأرامل، مؤكدا أن النساء الأرامل لا يأخذون ريعا، وقال: "الأرملة ستأخذ ما بين 350 درهم و 1050 درهم لمواجهة الضروريات، ولي كياخذ 30 ألف درهم لا بد يضحك ملي يسمع 1000 درهم".
واتهم بنكيران خصومه في المعارضة بالتشويش على الحكومة في ما يتعلق بدعم الأرامل، رافضا أن يتم تشبيه دعم الأرامل بنظام "تيسير"، وقال: "الأمر لا يتعلق بنظام تيسير، فهل 80 درهم هي 350 درهم"، وتوجه للمعارضة متسائلا: "فين تعلمتوا الحساب ألخوت؟"