سلط منتدى القوات المسلحة الملكية، في تقرير له عن أول معركة دبابات خاضها الجيش المغربي، ضد عناصر البوليساريو، مدعومة بالجيش الجزائري، حيث تمكنت القوات المغربية من دحر ميليشيات الجبهة الانفصالية. وحسب منتدى القوات المسلحة الملكية، وهو منتدى غير رسمي يتابع أخبار الجيش المغربي وصفقاته العسكرية ويقدم معطيات عن عتاده وأجهزته، فإنه منذ استكمال بناء الجدار الأمني الأول سنة 1982، بدأت حدة المعارك بين الجيش المغربي وجبهة البوليساريو مدعومة بعناصر من الجزائر تقل.
وأضاف أن "الجدار الذي كان يتم توسعته بشكل دائم ليشمل تراب الصحراء المغربية كاملا مكن المغرب من تأمين مدن و مراكز حيوية في الصحراء، بدأت تعيش حركة تنمية وتطور مضطرد كرد ميداني على ادعاءات الأعداء، حيث لحدود اليوم تشكل الاقاليم الجنوبية استثناءا وطنيا و قاريا في مؤشر التنمية البشرية الأممي.
وأكد في هذا الصدد، أنه في فجر 13 أكتوبر 1984، باغتت فيالق مدرعة من البوليساريو بدعم جزائري القوات المغربية على مستوى الجدار الدفاعي جنوب-شرق الزاك على مستوى نقطتي خاشبيين و زمول نيران، هجوم خاشبيين كان فقط للتمويه، فالهدف الرئيسي كان الاستيلاء على مرتفع بزمول نيران بنا فيه المغاربة تحصينا منيعا و برجا للمراقبة".
وأوضح على أنه إثر ذلك "قامت فرق الهندسة للبوليساريو بتسهيل مرور مدرعات العدو عبر ثغر في الجدار الأمني تحت غطاء المدفعية 122ملم و مدافع الهاون و كذا قذائف الكاتيوشا السوفياتية، مشيرا إلى أن الهجوم المدفعي أدى إلى استشهاد عدد من الجنود من قوات المرابطة على الجدار، ما اضطردهم للتراجع إلى مركز القيادة نحو 5 كلم خلف الجدار حيث تتواجد بطاريات المدفعية الملكية 155ملم".
واعتبر أن استراتيجية البوليساريو قامت على تأمين الثغرة فوق الجدار بواسطة دبابات #T55 وحماية تقدم ناقلات الجند المدرعة #BMP1، مضيفا أنه بعد تراجع القوات المغربية التابعة، أرسلت القيادة المغربية مجموعتين من الفيالق المدرعة مكونة من دبابات #M48A5 و قاتلة الدبابات #Sk105، حيث تقدمت المجموعتين جنوب وشمال الثغرة بالموازاة مع الجدار ما خلق اضطرابا في صفوف عناصر البوليساريو، حيث وجدت ناقلات جند "العدو" نفسها محاصرة وغير قادرة على التراجع، في حين أن الدبابات التي كانت تقف على الثغرة فوق الجدار الدفاعي كانت غير قادرة على توجيه مدافعها نحو القوات المغربية، حيث يصعب على الدبابات السوفياتية توجيه مدافعها في زوايا منحدرة جدا، ما جعلها هدفا سهلا للمدفعية وللدبابات المغربية ما دفعها تهرب بسرعة عبر الثغر".
وحاولت عربات نقل جنود البوليساريو الهرب، لكن الدبابات المغربية وجهت مدافعها نحو الثغر لاجهاض محاولة الهرب من المصيدة المغربية. حصيلة هذه المعركة استشهاد عدة مغاربة، في حين تم قتل أزيد من 160 من الأعداء و أسر مئات أخرين و غنم المغاربة أسلحة و ذخائر و حوالي 12 عربة مدرعة روسية #BMP1 جديدة، أي أزيد من خمس العربات من هذا النوع العاملة في صفوف العدو، حيث لم يتجاوز عدادها 165كلم و هي نفس المسافة بين تندوف وساحة المعركة، ما يدل على سرعة التحضير لهذه العملية رغم عدم التدرب عليها، لأسباب سياسية"، يضيف ذات المصدر.
وأكد ذات المنتدى، أن معركة زمول نيران شكلت تجربة جديدة تنضاف لسجل بطولات القوات المسلحة الملكية المغربية، حيث تعتبر أول معركة مدرعات في حرب الصحراء المغربية.
من جهة آخرى، اعتبر ذات المصدر، أن البوليساريو كانت تهدف من خلال هذه العملية اذا ما نجحت، أن تروج لأطروحتها في قمة منظمة الاتحاد الافريقي بأديس أبابا في نفس الفترة، و القول بأنهم استطاعوا ان يكون لهم موطئ قدم في الصحراء و هو ما لم تأتى لهم بفضل حنكة القادة و بسالة أسود القوات المسلحة الملكية.
وأشار إلى أنه رغم أسر القوات المسلحة الملكية المغربية، لجزائريين في تلك المعركة، فلقد رفضت القيادة الجزائرية التفاوض من أجل تسلمهم رافضة الاعتراف بوجود جزائريين مشاركين في هذه العمليات، حيث أن تسلم الجنود الجزائريين كان سيضع الجزائر أمام المنتظم الدولي، كطرف مشارك في الحرب و يفتح المجال لتوسيع مجال النزاع، لأن ذلك سيشرعن أي تدخل مغربي لملاحقة العدو داخل التراب الجزائري.