في الوقت الذي تفاعلت فيه مجموعة من المنظمات العربية والدولية بشكل إيجابي مع الخطاب الملكي، بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء، و الذي دعا فيه الملك محمد السادس إلى فتح صفحة جديدة مع الجزائر بشكل صريح، لم يرد اي رد مباشر من قصر المرادية على اليد المغربية الممدودة من أجل حوار بين البلدين الجارين اللذين أَغلقت حدودهما منذ 24 سنة . وتهدف المبادرة الملكية بحسب ما جاء في الخطاب، إلى تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية بين الطرفين، عبر اقتراح آلية للحوار الثنائي في جميع المسائل العالقة.
ويرى بعض المراقبين أن مبادرة الملك فاجأت الجارة الشرقية، وجاءت كجلمود ثقيل في بركة الجزائر الاسنة بالخلافات والمشاكل الداخلية، فيما يرى آخرون أنها قد تشكل خطوة جوهرية لترميم جسر التواصل الثنائي الذي جرت تحته مياه كثيرة خلال السنوات الأخيرة.
فهل تسهم المبادرة في إعادة العلاقات بين المغرب والجزائر إلى سابق عهدها أم ان جنرالات بلد المليون شهيد سيخلفون موعدهم مع التاريخ مرة أخرى؟
عبد الرحمان المكاوي الخبير الاستراتيجي والمختص في العلاقات الجزائرية المغربية، يرى بنظرة تشاؤمية بعض الشيء، أن الجزائريين غير مستعدين لفتح صفحة جديدة مع المغرب وبناء فضاء مغاربي يحل العديد من الأزمات السياسية والاجتماعية والثقافية.
وقال مكاوي في حديث ل"الأيام24": "إن الجزائر تمر بمنعرج خطير على مستوى القمة ، فهناك صراع بين اجنحة متعددة لخلافة الرئيس المغيب عبد العزيز بوتفليقة".
ويضيف مكاوي في السياق ذاته، أن هذه الاجنحة لم تستطع إفراز خليفة للرئيس بوتفليقة، لأن الرئيس عندما وصل إلى الحكم فكك العمود الفقري للنظام وهو الجيش الوطني الشعبي بإغراقه بالعديد من الجنرالات حيث 569 جنرال وحوالي 7 الاف عقيد .
وشدد المتحدث ذاته أن بوتفليقة "ميع" نوعا ما الجيش الجزائري، ما خلق الكثير من الطموحات والصراعات داخل هذه المؤسسة التي كانت تصنع الرؤساء منذ استقلال الجزائر إلى الآن.
وعن الرد الجزائري غير الواضح على مبادرة الملك ، قال مكاوي: إن الجزائر ردت بطرق غير مباشرة تشكك في الطرح المغربي، وتعتبره مناورة مغربية في الظرفية الراهنة على أساس إبراز الجزائر، هي الطرف الذي لايرد الحوار وحل المشاكل.
واعتبر الخبير المغربي أن رسالة الملك الجريئة ربكت أصحاب السلطة، حيث تحول مشكل المغرب جزءا من الصراع الجزائري الجزائري ، رغم أن نية الملك صادقة في فتح قنوات الحوار بين المغرب والجزائر.
وخلص مكاوي في حديثه للأيام24 إلى أن قضية الصحراء وقضية العلاقات مع المغرب هي ورقة توظف في هذه الصراعات الداخلية لبلد المليون شهيد.