استنفار جماعي أعلنته المنطقة المغاربية من أجل محاولة إعادة الحياة إلى العلاقات المغربية الجزائرية، بعد أن وجهت خارجية بلد "المليون شهيد" طلبا إلى الاتحاد المغاربي من أجل تنظيم قمة مغاربية في أقرب الآجال على مستوى وزراء الخارجية، في رد غير مباشر على الدعوة التي تقدم بها الملك محمد السادس لتجاوز الخلافات التي تعيق تسوية العلاقات بين البلدين. الخارجية الجزائرية اعتبرت "المبادرة تندرج ضمن القناعة الراسخة للجزائر التي أعربت في العديد من المرات عن ضرورة الدفع بمسار الصرح المغاربي وبعث مؤسساته"، لكن يبقى التساؤل قائما حول مدى استطاعة البلدان الخمسة التوصل إلى توافق يخرج العلاقات المغربية الجزائرية من عنق الزجاجة، خصوصا في ظل المواقف المتباينة حد الخصومة من قضية الصحراء. ويحاول الاتحاد المغاربي، منذ الخطاب الملكي بمناسبة المسيرة الخضراء، إعادة ترميم صرحه الذي أصبح مهجورا بسبب توالي الأزمات. وفي هذا الإطار تحرك بالمغرب الأمين العام للاتحاد، الطيب البكوش، والتقى مع رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، وثمن الخطاب الملكي، مبديا انتظاره لتفاعل جزائري بخصوص المبادرة التي قد تشكل حافزا من أجل إعادة التفكير في تكتل إقليمي لمواجهة التحديات القائمة. وفي هذا الصدد، قال نوفل البوعمري، الخبير في قضية الصحراء، إن "المغرب كان على الدوام يطالب بإنقاذ الاتحاد المغاربي من الجمود، بشكل رسمي وعبر خطب ملكية في العديد من المناسبات"، مشيرا إلى أن ما يعيق بناء الاتحاد هو المشاكل العالقة بين البلدين، معتبرا أن "المدخل لحلها هو جلوس كلا الطرفين بشكل مباشر قصد توضيح وجهات النظر وبحث سبل حل المعيقات". وأضاف البوعمري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "لو كان بإمكان الاتحاد المغاربي حل المشاكل العالقة بين الجزائر والمغرب لاستطاع ذلك منذ سنوات، لكن لا قدرة له على الأمر"، مشددا على أن غالبية دول الاتحاد مشغولة في الوقت الراهن بوضعها الداخلي حيث يغيب الاستقرار السياسي وينتشر الصراع حول السلطة في جلها. وأردف الفاعل الحقوقي أن "الدعوة (الجزائرية) لا يمكن اعتبارها سوى هروب إلى الأمام لتفادي الجلوس مع المغرب بشكل مباشر، خصوصا في ظل السياق الحالي الذي تشهده الجزائر من إقالات في صفوف جهاز الجيش، ودنو أجل الانتخابات الرئاسية"، معتبرا إياها "محاولة أخرى لتعويم النقاش وتناسي أن الواقع يقول بأن توقف الاتحاد يعود بالأساس إلى المشاكل القائمة بين أهم بلدين في المنطقة". ويرى البوعمري أن هناك العديد من الأمور العالقة بين البلدين التي تحتاج فقط جلسة ثنائية مباشرة، وتساءل: "هل مشكل إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب يستدعي جلوس جميع وزراء خارجية البلدان المغاربية إلى طاولة الحوار؟"، ليجيب: "تكفي مبادرة سياسية شجاعة من الطرف الجزائري من أجل إعادة فتح الحدود".