حصدت مقاطع فيديو نشرت على مختلف منصات مواقع التواصل الاجتماعي ملايين المشاهدات، لأجانب من جنسيات مختلفة يدعون الله لزيارة المغرب خلال سنة 2025، إلى جانب مجموعة من المدن السياحية العالمية على غرار "ابيزا ولندن ونيويورك ولاس فيغاس". واجتاح هذا الترند الجديد منصات رقمية عالمية أبرزها "تيك توك" و"انستغرام" و"فيسبوك" بشكل سريع وواسع، حيث انتشرت خلال الساعات الماضية عشرات الفيديوهات ظهر فيها نساء ورجال أجانب على متن طائرات أو بمنزالهم يدعون ربهم من أجل الذهاب إلى المغرب خلال السنة المقبلة.
وفي السياق ذاته، اعتبر مهتمون بالشأن السياحي بالمغرب أن هذا الترند الجديد الذي وصل إلى العالمية يعد فرصة مهمة لترويج صورة المملكة المغربية على الصعيد العالمي، علما أن المغرب مقبل على تظاهرات رياضية ضخمة أبرزها كأس العالم لكرة القدم 2030.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بإيجاب مع هذا الترند الذي اكتسح العالم الافتراضي، حيث علق أحد النشطاء بعبارة "أهلا وسهلا بكم، المغرب بلدكم الثاني"، فيما كتب شخص آخر: "المغرب تاريخ وحضارة متجذرة، وموقع استراتيجي يسمح للزوار الأجانب الاستمتاع بالجمال الأطلسي والمتوسطي".
وقال الزبير بوحوت، خبير سياحي، إن "المغرب أصبح وجهة سياحية على الصعيد العالمي، وأن هذا الإقبال راجع إلى عدة أسباب من بينها التنوع الثقافي والحضاري وأيضا السلم الاجتماعي بالإضافة إلى تاريخ وجغرافيا البلاد"، مضيفا أن "أغلب المدن السياحية بالمغرب تتوفر على بنية تحتية تسيل لعاب الزوار".
وتابع بوحوت، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "المغرب بات من بين الدول القادرة على استقطاب ملايين السياح في كل سنة، وهذا يدل على أن الحملات الترويجية بالإضافة إلى الخدمات التي تقدم إلى الأجانب تثير إعجاب الزوار، وهذا نجاح ستستفيد منه المملكة المغربية على المستوى الاقتصادي".
وأشار المتحدث عينه إلى أن "القطاع السياحي بالمغرب أصبح عاملا محوريا وأساسيا في استقطاب المستثمرين الأجانب، وأن حملة "حلم السفر إلى المغرب" دليل على المستوى الذي وصل إليه قطاع السياحة على الصعيد العالمي".
وأوضح الخبير السياحي أن "توهج القطاع السياحي بالمغرب يدل أيضا على أن المملكة المغربية خرجت من أزمة كورونا، وعندما نقول توهج سياحي فهذا يعني أن الاقتصادي الوطني في ازدهار"، مردفا أن "قطاع السياحة يعتبر من بين أعمدة الاقتصاد الوطني إلى جانب الفلاحة والصيد البحري والاستثمار".
ولفت أيضا إلى أن "العلاقات المتميزة بين المغرب والاتحاد الأوروبي وأيضا البلدان اللاتينية على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية ساعد المملكة في الرفع من نسبة السياح، وتوضيح الصورة بشكل كبير لدى الأجانب، بالإضافة إلى الخطوط الجوية التي فتحت مباشرة إلى مراكش من البرازيل وكندا وغيرها من الدول".
وأكد بوحوت أن "الأمور في قطاع السياحة تسير في الإتجاه الصحيح، غير أنه يجب الاستمرار في تطوير المدن السياحية من ناحية البنيات التحتية، وخاصة مدينة مراكش التي أصبحت تلعب دورا مهما في جلب السياح إلى المغرب".