أكد الزوبير بوحوت الخبير في المجال السياحي، أن إنعاش السياحة الداخلية التي تشكل حوالي 30 في المائة من حجم الليالي المسجلة بالمؤسسات السياحية المصنفة، رهين باتخاذ تدابير وإجراءات مرتبطة أساسا بالتخفيف من القيود المفروضة على السفر بين المدن المغربية، مشيرا إلى أن من شأن الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد19 أن تعطي جرعة أمل جديدة لإنعاش قطاع السياحة ما سيساعد على استرجاع عافيته وتجاوز التداعيات والآثار التي تسببت فيها الجائحة. وفي هدا الإطار، أوضح بوحوت في لقاء مع "الصحراء المغربية"، أنه بالإضافة للسياحة الداخلية التي ساهمت بحوالي 31 في المائة من حجم ليالي المبيت سنة 2019، فإن الوضعية الوبائية الحرجة في مجموعة من الأسواق التقليدية الأساسية بالنسبة للمغرب ساهمت بشكل كبير في التراجع الذي عرفه القطاع السياحي خصوصا السوق الفرنسية والبريطانية والألمانية والاسبانية والأمريكية التي تشكل بالإضافة للسوق الداخلية ما يناهز 70 في المائة من ليالي المبيت. ولانقاد الموسم السياحي 2021، دعا الخبير في المجال السياحي إلى الإعلان عن برنامج واضح لفتح الحدود في وجه السياحة الدولية ولو بطريقة انتقائية لاستقبال السياح الأجانب المنحدرين من الدول التي سجلت نسب تلقيح مهمة مع مراعاة الحالة الوبائية في هذه الدول. وأكد بوحوت على ضرورة استمرار المؤسسات السياحية في التقيد بالبروتوكول الصحي واعتماد تدابير السلامة الصحية التي توصي بها منضمة الصحة العالمية ومنضمة السياحة العالمية، ومراعاة نوع من المرونة في الإجراءات المتخذة مع اعتماد التدابير والتسهيلات التي تسنها مجموعة من الوجهات المنافسة. وأشار بوحوت إلى أن القطاع السياحي بالمغرب، عانى بشكل كبير جراء انتشار فيروس كورونا، مبرزا أن الإجراءات المتخذة من طرف الحكومة لاحتواء انتشار الفيروس خصوصا إغلاق الحدود وإجراءات الحجر الصحي وما صاحبها من تقليل التنقل بين المدن كان لها انعكاس سلبي على أداء القطاع السياحي الذي عرف تراجعا في عدد الوافدين وليالي المبيت يتجاوز 80 في المائة، مما انعكس على حجم المداخيل وعلى نسبة البطالة التي سجلت بحكم الإغلاق الكلي أو الجزئي لغالبية المؤسسات السياحية. وأوضح الزوبير بوحوت أن هدا التراجع أرخى بضلاله على أداء القطاع بالمدن السياحية الأساسية بالمملكة، التي شهدت أزمة سياحية غير مسبوقة، حيث سجلت مدن مراكش واكادير والدارالبيضاءوطنجةوفاس سنة 2019 ما مجموعه 19095.964 ليلة سياحية ( وهو ما يمثل 75,6 في المائة من مجموع 25.243.989 ليلة سياحية سجلت على المستوى الوطني) تراجع أداءها ولم تسجل سوى 4.686.436 ليلة سياحية سنة 2020 اي بخسارة إجمالية بلغت 14 409 528 - ليلة كان النصيب الأكبر من الخسارة لمدينتي مراكش بناقص 6.550.953 واكادير بناقص 4.433.731 ليلة سياحية. وأشار إلى أن ليالي المبيت بمدينة الدارالبيضاء تراجعت من 2.155.528 إلى 612.974 بين 2019 و 2020 وهو ما يشكل تراجعا ب 71,5 في المائة، كما عرفت مدينة طنجة انخفاض عدد ليالي المبيت من 1.431.466 سنة 2019 إلى 412.994 سنة 2020 ( ناقص 71,1%)، أما ليالي المبيت بمؤسسات الإيواء المصنفة بمدينة فاس تراجعت من 1.117.579 سنة 2019 إلى 253.856 سنة 2020 حيث سجلت انخفاضا ب 77,3 في المائة. وخلص الزوبير بوحوت الى القول بأن المكتب الوطني المغربي للسياحة يقوم بمجموعة من المبادرات لمواكبة المهنيين وتزويدهم بمجموعة من الآليات لتعزيز المنتوج السياحي المغربي والترويج له على جميع الأصعدة، من خلال استقبال صحفيين أجانب ومؤثرين للترويج لوجهة المغرب وهدا عمل محمود يجب تثمينه، وإطلاق الحملة الترويجية للسياحة الداخلية بداية شهر ماي الجاري والتي ستستمر على مدى ثلاثة أشهر، مشيرا إلى أن المكتب الوطني المغربي للسياحة يواصل مبادراته مع مجموعة من الفاعلين السياحيين بأوروبا( ألمانيا، النمسا، سويسرا، وغيرها)، كما شارك بمعرض السفر العربي بدبي بالإمارات العربية المتحدة من 16 إلى 19 ماي 2019 حيت توج هدا الحضور بالتوقيع على ثلاث اتفاقيات مهمة.