شكلت عدد من المركبات السياحية والمؤسسات الفندقية بمدينة مراكش، قبلة ووجهة مفضلة لمجموعة من الأسر المغربية خلال عطلة عيد الفطر التي تزامنت مع العطلة المدرسية البينية. وشهدت فنادق المدينة الحمراء انتعاشة كبيرة، وارتفعت نسبة الحجوزات وليالي المبيت بنسبة كبيرة، بعد الركود الذي شهدته الحركة السياحية بالمغرب عموما ومدينة مراكش على وجه الخصوص، وهو مافسره عدد من المهنيين ببداية التعافي من أضرار فيروس كورونا على القطاع السياحي. إعادة الحياة للقطاع السياحي خلال هذه الفترة كانت أولى تمار الإستراتيجية الترويجية والتواصلية الهادفة إلى الارتقاء بالمغرب كوجهة سياحية مفضلة لدى كل المغاربة. وحسب مصدر مسؤول بالمجلس الجهوي السياحة، فإن هذه الانتعاشة ساهمت في اعادة الثقة للمؤسسات الفندقية وللسياحة الداخلية، بعد توافد آلاف السياح المغاربة من مدن الدارالبيضاء والرباط خاصة، تجاوبا مع الحملة الترويجية التي اطلقها المكتب الوطني للسياحة التي تعتبر الاولى من من نوعها على الصعيد الوطني، تحت شعار "نتلاقاو فبلادنا"، والتي تهدف الى تعزيز روح الانتماء والافتخار لدى كل مغربي وإعطائه الرغبة لاستكشاف الثروات الطبيعية والحضارية التي يزخر بها بلده، فضلا عن السعي إلى الارتقاء بالمغرب كوجهة مفضلة لدى المغاربة. من جانبه، أكد الزوبير بوحوت الخبير في المجال السياحي، أن الانتعاش الحقيقي للحركة السياحية بمدينة مراكش رهين برفع القيود عن المواطنين لإتاحة المجال للتنقل ما بين المدن وتخفيف الإجراءات وتمديد ساعات العمل بالمقاهي. وأضاف الزوبير في لقاء ب"الصحراء المغربية" أن إطلاق الحملة الترويجية لتشجيع السياحة الداخلية "نتلاقاو فبلادنا" بداية شهر ماي الجاري تتطلب الإعلان عن إجراءات مواكبة ومشجعة من أهمها رفع حالة الطوارئ الصحية بداية شهر يونيو المقبل، بالنظر إلى الوضعية الوبائية المستقرة بالمملكة من خلال انخفاض كبير مع استقرار في عدد الإصابات والوفيات، والتقدم الكبير في عملية التلقيح التي تم توزيعها لتشمل الأشخاص البالغين 40 سنة، مذكرا باستعدادات المؤسسات السياحية التي انخرطت في البرنامج الوقائي welcome safety، وهي كلها عوامل ايجابية لتشجيع السياحة الداخلية بالمدينة الحمراء. وأشار بوحوت الخبير في المجال السياحي، إلى أن أداء القطاع السياحي بمراكش عرف انخفاضا كبيرا حيت تراجع عدد الوافدين من 2 مليون و 674 ألف 624 سائح سنة 2019 إلى 594.885 سائح سنة 2020 فيما تراجعت عدد ليالي المبيت بحوالي 5 ,78 في المائة سنة 2020. وشدد محمد العربي بلقايد رئيس المجلس الجماعي لمراكش على أهمية السياحة الداخلية في الإستراتيجية الوطنية 2020 باعتبارها تساهم في رفاهية المواطن المغربي وتمنحه فرص اكتشاف المملكة. وأوضح بلقايد أن التحدي يكمن في جعل السياحة الداخلية صناعة متكاملة، مع التحكم في كل حلقات السلسلة السياحية وإشراك جميع الأطراف العمومية والخصوصية.