أصبحت مدينة مراكش الحمراء تبسط "ريادتها" في استقطاب مختلف التظاهرات الدولية التي تنعش قطاع السياحة، فلا تتردد المدينة في استقبال سياح "المؤتمرات" نظراً لبنياتها الاستقبالية المنقطعة النظير على المستوى الوطني، حيث باتت ترتدي شارة "العمادة" كأكثر المدن جاهزية من ناحية الفنادق المصنفة والمطارات والأماكن السياحية بالإضافة إلى توفرها على "قصر المؤتمرات والمعارض". فبعد مؤتمر البنوك ومهرجان مراكش الدوليين، تستعد المدينة الحمراء للترحيب بسياح "أشغال القمة العربية الثانية لريادة الأعمال، المنظمة بمبادرة من لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا" (الإسكوا) التي ستنعقد في منتصف الشهر الجاري، على غرار إختيار المدينة ذاتها لإحتضان "مؤتمر إنتربول 2025".
"ريادة مراكش السياحية" فتحت قوس التساؤلات حول فقدان المدن المغربية الكبرى من قبيل الدارالبيضاءوالرباط وطنجة واكادير "هيكل" البنيات التحتية التي تخول لها استقبال مثل هذه التظاهرات الدولية، ومدى قدراتها على الظفر بدورها على لقب "الريادة".
الزوبير بوحوت، الخبير السياحي، يرى أن "مراكش تكتسي طابع الريادة في سياحة المؤتمرات، لذلك يجب على المدن الأخرى أن تطور من بنياتها التحتية كأكادير والرباط وطنجة بالإضافة إلى الدارالبيضاء للفوز بشرف الاحتضان".
وأوضح الزوبير بوحوت، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "سياحة المؤتمرات تتطلب بنيات استقبالية قوية ومهمة من ناحية الفنادق المصنفة ذات الطاقات الإستيعابية الواسعة، وأيضا التوفر على مطار دولي يضم مختلف الرحلات العالمية"، مؤكدا على أن "استقبال المدن الوطنية مثل هذه التظاهرات الإقتصادية أو الرياضية أو الأمنية يجب أن تتوفر على قصر المؤتمرات والمعارض باعتباره استثمار كبير للمدينة والدولة معا".
وتابع المتحدث عينه أن "مراكش تتوفر على طاقات استعابية مبيتية أقوى مقارنة مع مدينة الرباطواكاديروالدارالبيضاء وطنجة"، مشيراً إلى أن "مراكش اقتربت من الوصول إلى 80 ألف سرير، في حين اكادير لا تتجاوز 40 ألف والدارالبيضاء في حدود 20 ألف".
"سياحة المؤتمرات هو مكون أساسي للمنتوج السياحي الذي تنافس عليه مجموعة من الدول، منها السياحة الثقافية والبيئية والشاطئية، لأنه غالبا تكون هناك مجموعة كبيرة مثل "كوب 22" الذي احتضنه المغرب سنة 2016 حيث شارك فيه حوالي 40 ألف مشارك"، يقول المتحدث.
ولفت الخبير السياحي إلى أن "المؤتمر الأول لإحداث التجارة العالمية الذي عقد قبل سنوات طويلة في مدينة مراكش تضمن آلاف المشاركين، وأيضا حتى التظاهرات الرياضية التي خلقت رواجا إقتصاديا كبيرا، من هنا تكون المدينة تحت المجهر".