تنتظر الوحدات الفندقية المغربية موعدا تقليديا لتحقيق الانتعاشة بوصول رأس السنة الجديدة؛ فبعد أشهر من تسجيل أرقام جيدة يعول المهنيون كثيرا على فرصة "بوناني" لرفع ليالي المبيت والاستفادة من ثقافة السفر التي ترافق الاحتفالات بقدوم السنة الجديدة. ومن المرتقب أن تشهد وحدات مدن مراكشوأكادير وطنجة انتعاشة كبيرة وفق إفادات مهنية، مستثمرة قدراتها الطبيعية على الجذب والمنافسة الكبيرة التي تطرحها كذلك السياحة الداخلية بتحقيقها أرقاما جيدة على امتداد السنة الجارية. وبلغ عدد ليالي المبيت بمؤسسات الإيواء السياحي المصنفة خلال الشهور التسعة الأولى من السنة الجارية 13 مليون ليلة، بزيادة 100 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الفارطة، وبنسبة استرجاع لعدد ليالي المبيت بلغت 70 في المائة، بينما بلغت نسبة الملء 39 في المائة. ووفقا للمعطيات الرسمية الصادرة عن وزارة السياحة فقد وصلت السياحة الداخلية في الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة إلى 45 في المائة من ليالي المبيت في مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة على الصعيد الوطني مقابل 30 في المائة قبل الأزمة. الزوبير بوحوت، الفاعل في القطاع السياحي، أكد ارتفاع عدد الرحلات الجوية صوب مراكش خلال هذا الأسبوع، حيث بلغت 72 طائرة يوميا منذ 26 دجنبر وانتقلت إلى 83 رحلة اليوم السبت، قادمة من مختلف الأسواق الدولية فرنساإنجلترا إسبانيا وكذا الرحلات الداخلية. وأضاف بوحوت، في تصريح لهسبريس، أن نسبة ملء الفنادق في مراكش هي مائة في المائة. كما تشهد أكادير بفضل جوها الجميل انتعاشة كبيرة، كما تساعدها الوحدات السياحية الجديدة في منطقة تاغازوت على استقطاب عدد كبير من السياح خلال هذه الفترة من السنة. وأكد المتحدث انتعاشة صحراء مرزوكة وطنجة وغيرها من المدن، مشيرا إلى أن الفنادق المصنفة في المغرب هي 4000؛ لكن السياحة الوطنية توفر 12 ألف مؤسسة إيواء تتوزع بين الفنادق وكراء المنازل وغيرها من أدوات الاشتغال، وزاد: "نهاية السنة ستعرف حركية كبيرة". لحسن حداد، وزير السياحة السابق، أورد أن الوجهة الأولى مغربيا هي مراكش وتليها أكادير وطنجة والدار البيضاء، متوقعا أن تكون نسبة الملء مرتفعة في مراكشوأكادير على وجه الخصوص، وزاد: "رأس السنة يشكل محطة انتعاشة مهمة للسياحة الوطنية". وتابع حداد، في تصريح لهسبريس، أن هذه المحطة ستساعد الفنادق على استدراك بعض من أضرار الجائحة؛ لكن لابد من الاستثمار في وحدات جديدة وإصلاح البعض منها، مع أهمية الاستثمار في إنجاز الفريق الوطني والعمل على جعل المغرب وجهة ثابتة. تجدر الإشارة إلى الإيرادات السياحية درت على خزينة الدولة 52 مليار درهم خلال الفترة من يناير إلى غشت 2022، محققة ارتفاعا بنسبة 155 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2021، أي بنسبة استرجاع بلغت 99 في المائة.