في إطار تتبع تنفيذ البرنامج الوطني للزرع المباشر، وحسب معطيات تحصل "للمغرب24" عليها من مصادر موثوقة، انعقد اجتماع اللجنة الوطنية التنسيقية للزرع المباشر يوم 18 مارس الجاري عبر تقنية الفيديو، بمشاركة المديريات الإقليمية للفلاحة المعنية، والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، المعهد الوطني للبحث الزراعي، وممثلي الشركاء الرئيسيين، وعلى رأسهم مبادرة "المثمر"، "تربة"، مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، والجمعية المغربية للزراعة الحافظة. استعرض الاجتماع تقدم البرنامج الوطني للزرع المباشر، الذي يندرج ضمن استراتيجية "الجيل الأخضر". وناقش الاجتماع أهداف المرحلة المقبلة، حيث تم تحديد 400 ألف هكتار كهدف للموسم المقبل، مع وضع خارطة طريق لتحقيق مليون هكتار من الزرع المباشر بحلول 2030 في إطار استراتيجية الجيل الأخضر ، نظرًا لما توفره هذه التقنية من زيادة في الإنتاجية بنسبة 30%، مع تسجيل بعض المناطق لمعدلات تحسن بلغت 100% مقارنة بالزراعة التقليدية. تم خلال الاجتماع تقديم منصة رقمية متطورة، تعتمد على تقنيات الاستشعار عن بعد والمعطيات الحقلية، بهدف تحسين تتبع وتقييم المبادرة، وتعزيز إشراك الفلاحين والشباب في التحول نحو زراعة أكثر كفاءة واستدامة. وأكد الدكتور رشيد مصدق، المنسق الوطني لمشروع الزرع المباشر والباحث الرئيس بالمعهد الوطني للبحث الزراعي وإيكاردا في تصريح خاص "للمغرب24″، أن مشروع الزرع المباشر حقق إنجازات إيجابية ملموسة على أرض الواقع ، رغم تحديات ضعف التساقطات المطرية خلال الموسم الماضي. وأوضح أن المساحة المزروعة وفق تقنية الزرع المباشر ارتفعت من 85 ألف هكتار في الموسم الماضي إلى 160 ألف هكتار حتى مارس الجاري، مع توقعات ببلوغ 200 ألف هكتار مع نهاية الموسم الفلاحي الحالي، خاصة في إطار الزراعة الخريفية. وأشار الدكتور مصدق إلى أن وزارة الفلاحة تلعب دورًا محوريًا في دعم هذا المشروع الوطني، حيث وضعت رهن إشارة الفلاحين والجمعيات الفلاحية أكثر من 750 بدارة لتعزيز اعتماد هذه التقنية المبتكرة. كما نوه بمساهمة مبادرة المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة إيكاردا "للتميز في الزراعة" والبنك الدولي، اللذين يقدمان دعماً هامًا لإنجاح هذا التحول نحو ممارسات زراعية أكثر استدامة ومقاومة للتغيرات المناخية.