14.5 مليون سائح زاروا البلاد عام 2023 بزيادة 34 بالمئة مقارنة مع 2022 وزيرة السياحة: نعتزم استقطاب أكثر من 17 مليون سائح بحلول 2026 خبير: أمامنا فرص كبيرة لاستقطاب السياح أكثر، مما يستدعي تقوية الربط الجوي والبنى التحية. يواصل قطاع السياحة بالمغرب تحقيق أرقام غير مسبوقة، خاصة بعدما حطمت عائدات القطاع لأول مرة 10 مليارات دولار عام 2023، إثر استقبال 14.5 مليون سائح.
ويراهن المغرب على استقطاب 17.5 ملايين سائح بحلول عام 2026، خاصة أنه مقبل على تنظيم تظاهرات رياضية ومؤتمرات دولية كبيرة. وأبرز هذه الأحداث، احتضانه لكأس إفريقيا لكرة القدم عام 2025 وكأس العالم لكرة القدم عام 2030 بمعية إسبانيا والبرتغال. وتعتبر السياحة ثاني مصدر للنقد الأجنبي في البلاد خلال عام 2023 بعد تحويلات المغتربين المغاربة بالخارج. أرقام إيجابية تقول وزارة السياحة إن عدد السياح الذين زاروا المملكة بلغ 14.5 مليون سائح عام 2023، بزيادة 34 بالمئة مقارنة مع العام الذي سبقه. بينما عائدات السياحة من العملة الصعبة، 105 مليارات درهم خلال 2023 مقارنة مع 93.6 مليار درهم خلال 2022، بزيادة 12 بالمئة. "الزبير بوحوت"، وهو الخبير المغربي في القطاع السياحي، يصف الأرقام ب "الإيجابية"، مقارنة مع 2022، خاصة أنها حققت نموا بنسبة 34 بالمئة، وهي تقريبا نسبة النمو المحققة على المستوى العالمي. وعالميا، انتقل عدد السياح من 960 مليون سائح عام 2022 إلى مليار و300 مليون خلال العام الماضي. وأوضح بوحوت أن الزيادة تم تسجيلها بشكل أكبر، على مستوى مغاربة العالم المغتربين، لأن عددهم خلال هذه السنة تجاوز عدد السياح الدوليين، خلافا لوجهات أخرى، حيث يكون السياح الدوليون أكثر من المغتربين. ويشكل المغتربون المغاربة نحو 51 بالمئة من إجمالي السياح الذين زاروا البلاد وفق وزارة السياحة المغربية.. "القطاع في البلاد تجاوز أزمة كورونا، والتوترات بالمنطقة". وبخصوص عائدات القطاع، أوضح أنه في الوقت التي ارتفعت المداخيل ب 12 بالمئة خلال 2023 مقارنة مع 2022، فإن عائدات السياحة على المستوى الدولي ازدادت ب 40 بالمئة.. هناك فرص وجب على البلاد استغلالها لتستقطب أكثر السياح". فرص واعدة أوضح بوحوت أنه أمام بلاده فرص كبيرة لاستقطاب السياح أكثر، مما يستدعي تقوية الربط الجوي والبنى التحية.. "تقوية الربط الجوي عامل مهم يساهم في استقطاب مجموعة من الأسواق". وأشار إلى أن بلاده تنبهت إلى أهمية البنى التحية، وهو ما يتطلب تطوير العرض السياحي أكثر، بمعنى الرفع من عدد الفنادق والغرف والأسرة المتوفرة. ودعا إلى الرفع من عدد الغرف في بلاده، لأنها تناهز 100 ألف غرفة حاليا، مقارنة مع البرتغال التي تبلغ نحو 200 ألف غرفة. وتوجد عدد من المدن المعروفة سياحيا، مثل مراكش ، والتي تعتبر قبلة للمشاهير الفن ونجوم الكرة، وأكادير المطلة على البحر، وطنجة ، التي تستهوي كتاب وفنانين دوليين. كذلك، الصويرة ، فضلا عن مرزوكة المعروفة بمناظرها الصحراوية من رمال وحياة الصحراء، ومدينة إفران المعروفة باسم سويسرا إفريقيا، والتي تستهوي محبي الثلوج. وتابع: "البلاد تتوفر اليوم على ميثاق استثمار جديد يشجع على الاستثمار، مما سيجعل السياحة من القطاعات المستفيدة، حيث يستفيد المستثمرون، سواء كانوا دوليين أو مغاربة، من منحة مالية تشكل 30 بالمائة من القيمة الإجمالية للاستثمار بالقطاع السياحي، بالإضافة إلى صندوق محمد السادس للاستثمار الذي سيساهم في تطوير البنية التحية". وأوضح أن خارطة طريق بلاده في القطاع، تتحدث عن استثمارات في مؤسسات الترفيه والتنشيط، لأن الرفع من إنفاق السياح يتطلب عدم الاعتماد على مداخيل الفنادق والمطاعم والنقل السياحي فقط، بل يجب توفير مؤسسات للترفيه. مشاريع الترفيه ولفت الخبير المغربي إلى أن بلاده أطلقت مشاريع في مجال الترفيه مثل مدينة الترفيه بمراكش بثلاثة مليارات درهم ؛ لافتا إلى أهمية سياحة المؤتمرات، والتي تساهم في جلب أكثر للسياح. ويحتضن المغرب الكثير من المؤتمرات الدولية، حيث سبق أن احتضن الاجتماعات السنوية للبنك والنقد الدوليين بمراكش في أكتوبر الماضي وقال إنه على الرغم من أن بلاده في الطريق الصحيح في القطاع السياحي، إلا أنها لم تستطع استرجاع عدد السياح من ألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا خلال 2023 مقارنة مع 2019. ودعا إلى ضرورة استهداف الأسواق الكبرى الجديدة، مثل الصين والهند. وفبراير الحالي، أعلنت وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور المغربية، اعتزامها استقطاب 17.5 ملايين سائح بحلول عام 2026. وقالت في كلمة أمام لجنة البنيات الأساسية بمجلس النواب ، إن بلادها تسعى "لتحقيق عائدات تبلغ 120 مليار درهم (12 مليار دولار) بالقطاع السياحي، وخلق 200 ألف فرصة عمل، واستقطاب 17.5 ملايين سائح في أفق 2026".