سجلت عائدات السياحة من العملة الصعبة، لأول مرة رقما قياسيا بلغ 105 ملايير درهم خلال سنة 2023، بنمو نسبته 12 في المائة مقارنة بسنة 2022، وفق ما أفادت به وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني. وفي هذا الإطار صرح زوبير بوحوت، خبير في القطاع السياحي، أن الرقم الذي حققه المغرب من عائدات السياحة الدولية 104 مليار درهم، أي حوالي 10 مليار اورو، رقم مهم جدا بالنسبة للسياحة المغربية، قائلا: "إذا استمرينا بوتيرة نمو 5 بالمئة سنويا إلى غاية 2026 سنحقق ل120 مليار التي رصدت لمداخيل العملة الصعبة في إطار خريطة الطريق. ويرى بوحوت، أن هذا الرقم إيجابي نسبيا، لأن عامل التضخم أعطى ارتفاعا للمداخيل، ويتساءل المتحدث "هل كان ممكن أن نحقق أكثر؟". قائلا " أكيد يمكننا تحقيق أكثر من ذلك مقارنة مع دول منافسة أو قريبة من قبيل البرتغال، ففي الوقت الذي حققنا 10 مليار أورو حققت البرتغال 25 مليار أورو، وإسبانيا 108 مليار أورو، فيما حققت تركيا 54 مليار دولار في نفس السنة، ويردف الخبير في قطاع السياحة، أن المغرب حقق رقما جيدا. وكمقارنة بباقي الدول يرى المتحدث، أن المغرب لم يستفد أكثر، لأن مجموعة من الأسواق التقليدية المتواجدة بالمغرب عرفت تراجعا ملحوظا في استقطاب عدد الزوار خلال سنة 2023 مقارنة ب 2019. وفي المقابل عرفت الأسواق الإسبانية سنة 2023 ارتفاعا مهما بلغ "+48 بالمئة"، الإنجليزية " "+23بالمئة"، وفي المقابل كان هناك تراجع لسوق الألمانية ب"-32 بالمئة"، و"-20 بالمئة" بسوق الهولندية، و"-17بالمئة ببلجيكا"، و"-5بالمئة" بسوق الإيطالية، كذلك ضلت الصين في مرتبتها "-60 بالمئة" مقارنة بسنة 2019. ويرى بوحوت أنه في حال إشتغلنا أكثر سنحقق أرقاما جيدة جدا، مؤكدا أن أغلب السياح يقبلون على السفر بعد الأزمات. مؤكدا أن بعض البلدان حققت أرقاما كبيرة مثل إسبانيا التي حققت 108 أورو كما ذكرت سلفا، وأيضا تركيا التي حققت أرقاما رغم تعرضها لزلزال مدمر، إلا أنها حققت رقما قياسيا في مداخيل الزوار. يشار إلى أن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني ذكرت في بلاغ لها، أنه "بعد استقبال عدد قياسي من السياح سنة 2023 (14,5 مليون سائح)، سجلت عائدات السياحة من العملة الصعبة رقما قياسيا بلغ 105 ملايير درهم، وهو ما يمثل نموا بنسبة 12 في المائة مقارنة بسنة 2022، مؤكدا الدينامية الاستثنائية للسياحة في سنة 2023".