في كل مرة يخرج حزب العدالة والتنمية بخطابات يصفها متتبعون بأنها تعارض التوجهات الكبرى للدولة المغربية، وهو الأمر الذي يبدو أن بعض قادة "البيجيدي" يتفقون معه حين يطالبون بتغيير خطاب الحزب حتى يساير المرحلة الجديدة.
وفي المقابل، ترى أصوات أخرى من قادة العدالة والتنمية أن بعض الناس يقعون في خلط ما بين خطاب الحزب الموجه للحكومة، والخطاب الموجه للدولة.
الكاتب والباحث وعضو المجلس الموطني لحزب العدالة والتنمية بلال التليلدي، قال إن "خطاب الإسلاميين أي العدالة والتنمية لا يتعارض كما تم تداوله في الآونة الأخيرة مع الرهانات السياسة والاقتصادية لخطاب الدولة المغربية، وإنما كل ما في الأمر أنه يجب التفرقة بين خطاب الدولة وخطاب الحكومة".
وأضاف التليدي، في تصريح ل"الأيام 24″، أن الدولة تقرر التوجهات العامة للبلاد، التي يتفق معها حزب العدالة والتنمية، مستدركا: لكن الحكومة عند تنزيلها لهذه السياسات تقع في بعض الاخلالات الأمر الذي ينتقده حزب "المصباح".
وتابع أن "هذا ما يفسر أن انتقاد العدالة والتنمية خطاب الحكومة لا يعني أنه يتعارض مع توجهات الدولة المغربية، لأن الإسلاميين يتفقون مع هذه السياسات والإستراتيجيات التي يختارها أصحاب القرار داخل المملكة المغربية".
وأوضح التليدي، أن هناك اختلاف واحد بين الدولة المغربية وحزب العدالة والتنمية حول قضية التطبيع مع إسرائيل، مبينا أنه "خلال هذه المرحلة كانت هناك خيارات ورهانات فرضت على المملكة المغربية ذلك، علما أنه محدود من عدة جوانب ومضبوط على مجموعة من الأصعدة".
وأشار التليدي، إلى أن "هناك تيار داخل العدالة والتنمية يقول على أن التطبيع لم يعد له أهمية أو ضرورة ملحة، خصوصا خلال هذه الظرفية الحرجة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بعد الإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة".