شهدت العاصمة الفرنسية باريس تألقاً جديداً للصناعة التقليدية المغربية خلال معرض Maison & Objet المرموق، الذي يعد واحدا من أهم الفعاليات العالمية في مجال التصميم والديكور، من خلال المشاركة المغربية التي كشفت حرفية فريدة تجمع بين الأصالة والإبداع العصري، وذلك بحضور فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني. وفي رواق خاص أقيم على مساحة 180 مترا مربعا وجهزه «دار الصانع»، عرض ثمانية حرفيين مغاربة أعمالهم التي نالت استحسان الزوار في الفخار والزليج والإضاءة والأثاث والزرابي. وفي كلمتها على هامش الحدث، أكدت الوزيرة فاطمة الزهراء عمور على أهمية السوق الفرنسي للصناعة التقليدية المغربية، مشيرة إلى أن فرنسا تحتل المرتبة الثانية عالميا في استيراد المنتجات الحرفية المغربية، وأوضحت أن الوزارة تسعى إلى تعزيز الحضور المغربي في مثل هذه الفعاليات العالمية من خلال دعم الحرفيين، وتأهيلهم للمنافسة في الأسواق الدولية. كما أشارت إلى ضرورة تمكين الصناع التقليديين من تحسين قدراتهم الرقمية وتحديث إبداعاتهم مع الحفاظ على تراثهم العريق. وأعلنت الوزيرة أن الوزارة عقدت عدة اجتماعات مهمة خلال المعرض مع شركاء استراتيجيين، من بينهم ممثلو المعرض، لاستكشاف فرص الشراكة التجارية التي تسهم في تسهيل دخول المنتجات المغربية إلى شبكات التوزيع الدولية. كما ناقشت مع كوييوم بروت، مدير المعرض، تعزيز حضور المغرب في الفعاليات القادمة، ومع «ستيفان كليرنو»، رئيس ورشات الفن الفرنسية، التعاون لإطلاق مشاريع مشتركة تُبرز إبداعات الصناعات التقليدية المغربية. ويعتبر معرض «Maison & Objet» أحد أهم المنصات الدولية التي تتيح للحرفيين فرصة عرض منتجاتهم أمام جمهور عالمي واسع. وقد شهدت النسخة الحالية حضور 2300 عارض من 147 دولة، وجذب المعرض أكثر من 70 ألف زائر، 50 في المائة منهم من خارج فرنسا، مما سيفتح أبوابا جديدة للصناعات التقليدية المغربية لزيادة مبيعاتها وتعزيز مكانتها على الساحة العالمية. وتتبنى الوزارة استراتيجية شاملة لتسويق المنتجات الحرفية المغربية في الأسواق الدولية، من أبرزها المشاركة في المعارض العالمية كمعرض «المنزل والديكور» في فرنسا، و«صالون ديل موبيل» في إيطاليا، و «أمبيانط» في ألمانيا. كما تقوم الوزارة بتنظيم «الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية»، الذي شهد مشاركة 400 فاعل دولي من 21 دولة في نسخته الأخيرة. وتعمل أيضا على تنفيذ برامج لدعم الحرفيين تشمل تسريع التحول الرقمي، وتسهيل ولوجهم إلى الأسواق الدولية. وفي إطار الجهود لتطوير قطاع الصناعة التقليدية، أطلقت الوزارة مجموعة من البرامج لتعزيز تنافسية الصناع التقليديين، منها «برنامج التميز»، الذي يهدف إلى تحسين جودة المنتجات المغربية، وبرنامج «دعم المجمعين»، الذي يسعى إلى تجميع الحرفيين وتحسين عملية الإنتاج والتوزيع. كما تم إطلاق نظام ذكي لتتبع السوق، والذي يتيح للحرفيين الاطلاع على أحدث اتجاهات التصميم العالمية. وفي خطوة تهدف إلى الحفاظ على الحرف التقليدية، تعمل الوزارة بالشراكة مع اليونسكو على تنفيذ برنامج «الكنوز الحرفية المغربية» للحفاظ على 32 مهنة مهددة بالاندثار، مع نقل المعرفة إلى جيل جديد من المتعلمين. كما أن إنشاء المجلس الوطني للصناعة التقليدية يعزز جهود الحكومة لوضع خارطة طريق استراتيجية لتطوير القطاع، مع التركيز على تعزيز القيمة المضافة للصناعة التقليدية ورفع قدرتها التنافسية. وبجانب الترويج للصناعات التقليدية، تسعى الوزارة إلى بناء شراكات مع العلامات التجارية العالمية لفتح أبواب جديدة أمام المنتجات المغربية. وقد نجحت الوزارة في إطلاق عمليات تسويقية سابقة في متاجر مثل Galeries Lafayette في فرنسا و«الكورت أنجليز» في البرتغال. كما يتم دراسة تنفيذ حملات تسويقية مشتركة مع علامات عالمية لتسليط الضوء على الحرفية المغربية، واستكشاف شراكات جديدة مع كبرى العلامات التجارية مثل ميزون دو موند الفرنسية.