تساءل عبد الرحيم الرماح، المستشار بمجلس المستشارين، والكاتب الجهوي للاتحاد المحلي للفيدرالية الديمقراطية للشغل، خلال الدورة العادية لمجلس الجهة بفاس برسم شهر يناير 2014، عن البنية التحتية للأحياء الصناعية ومدى تقدم المخطط الجهوي للصناعة التقليدية، مطالبا بتشجيع المستثمرين وإتاحة الفرصة لهم للحصول على قطع أرضية بأثمنة مناسبة، الأمر الذي استحسنه والي الجهة، محمد الدردوري، مشيرا إلى أن المدينة تضع رهن إشارة الراغبين في الاستثمار مجموعة من القطع بأثمنة تشجيعية بشروط ملائمة. وبخصوص الجانب المرتبط بالمخطط الجهوي للصناعة التقليدية بهذه الجهة، تطرق عبد الرحيم ابن الخياط الزوكري، المدير الجهوي للصناعة التقليدية بفاس، إلى أول مخطط جهوي لتنمية قطاع الصناعة التقليدية الذي وقع عقد برنامجه بتاريخ 11 شتنبر 2007 بفاس، من أجل جعل هذه الجهة قاطرة لتنمية الصناعة التقليدية على المستوى الوطني، في إطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لرؤية 2015 لتنمية القطاع بالارتكاز على تشخيص كامل للوضعية الحالية وتقييم مؤهلات نمو الجهة في هذا القطاع، حيث تم تحديد رؤيته وأهدافه الإستراتيجية عبر مقاربة عملية وتشاورية بين الأطراف المعنية، وهكذا تم تمييز فاس كعاصمة الفنون التقليدية وواجهة متميزة للصناعة التقليدية المغربية بفضل تمويل مختلف الفاعلين من جماعات محلية ( مجلس الجهة و المجلس الجماعي ومجلس عمالة فاس) وصندوق الحد من التلوث والصناع المستفيدين والمستثمرين الخواص، وكذا مساهمة مؤسسة تحدي الألفية التي بلغت 62,7 مليون دولار أمريكي لتمويل مشروع الصناعة التقليدية ( 15,47 مليون دولار أمريكي بفاسومراكش( و ( فاسالمدينة 42مليون دولار أمريكي + 5 ملايين دولار كمساهمة للحكومة المغربية لنزع الملكية(، هذا إضافة إلى محو الأمية الوظيفية والتكوين المهني ( 22,8 مليون دولار أمريكي وطنيا(. وكانت الدورة فرصة للحديث عن أهم منجزات هذا المخطط حسب محاور التنمية، والتي حددها المدير الجهوي للصناعة التقليدية بالجهة في دعم الإنتاج لدى الصناع الفرادى، عبر مشروع تحسين العرض من خلال التصميم بغلاف مالي قدره 5 ملايين درهم، ومشروع إنجاز دراسات تقنية من أجل تحسين جودة وأساليب الإنتاج خصص له 2,4 مليون درهم، ومن خلال إنجاز 5 دراسات تقنية حول:إنتاج الزليج التقليدي، الدباغة النباتية، صناعة السروج، مادة الطين وتزويد الصناع بمواد الدباغة النباتية، بالإضافة إلى مشروع تثمين منطقة الأنشطة بعين النقبي بالنسبة للنحاسيات، الذي أشرف جلالة الملك محمد السادس على تسليم مفاتيح بعض الوحدات الإنتاجية لأصحابها، خلال زيارته للإطلاع عن كثب على وضعية الوحدات النحاسية وتقدم إنجازها يوم 11 أبريل 2013، موضحا أن المشروع أقيم على مساحة 6,7 هكتار وبتكلفة إجمالية قدرت بحوالي 278.03 مليون درهم ( 139,82 مليون درهم في إطار برنامج هيأة تحدي الألفية) لفائدة 6061 مستفيدا منهم 5000 مستفيد من الوحدات الحرفية و1061 مستفيدا من فنادق الأنشطة المكملة، همّ بناء 155 وحدة حرفية بمنطقة الأنشطة للنحاسيات بعين النقبي من أصل 235 (66% من الإنجاز) من بينها 23 في إطار حساب تحدي الألفية بغلاف مالي قدره 82,50 مليون درهم.، ثم بناء 3 فنادق للأنشطة المكملة للنحاسيات، تأهيل البنية التحتية للحي الحرفي، بناء مقر لجمعية الصفارين، كما تم تعويض 1040 صانعا عن الترحيل في إطار مشروع إعادة تأهيل ساحة للا يدونة بغلاف مالي قدره 78.725.561,00درهم منها 72.991.561,00 درهم للصناع بساحة للا يدونة و5.734.000,00 للصناع المزاولين بالفنادق التقليدية، وتعويض جميع مستخدمي النحاسيات المرحلين إلى عين النقبي عن مصاريف اقتناء دراجة نارية أو الانخراط بالحافلة لمدة سنتين وعددهم 526 مستفيدا، بالإضافة إلى تكوين 94 امرأة عاملة بقطاع النحاسيات في دروس محو الأمية والتكوين المهني. بينما مشروع تثمين منطقة الأنشطة ببنجليق للفخار والزليج ونظيره تعميم استعمال الأفرنة الغازية، يشير المدير الجهوي، إلى أن الأول أقيم على مساحة 27 هكتارا بكلفة مالية حددت في 218,5 مليون درهم لفائدة 2684 مستفيدا بصفة مباشرة وحوالي 3500 مستفيد بصفة غير مباشرة يشتغلون كنقاشة للزليج التقليدي، في حين المشروع الثاني أنجز بغلاف مالي إجمالي 4,87 مليون دولار أمريكي بفاسومراكش في إطار برنامج هيأة تحدي الألفية. كما تحدث عن مشاريع أخرى همت توفير مسالك التزويد بالمواد الأولية بقيمة 3,5 مليون درهم ( سوق الجلد بعين النقبي على مساحة 8100 م2 من طرف المجلس الجماعي لفاس ب12.490.386,00 درهم ، إضافة إلى تخصيص مبلغ 1.581.720,00 درهم إضافية لإنجاز أشغال تكميلية لهذا السوق)، ومشروع دراسة إعادة توجيه وحماية الحرف التي تواجه صعوبات ( 2 مليون درهم(، وتم تحديد من خلالها الحرف المهددة بالانقراض، تدوين المهارات المكتسبة في حرفة البروكار و توصيف 3 حرف باعتماد التقنيات السمعية البصرية الحديثة بتعاون مع جامعة «2NANCY « الفرنسية: الترصيع الدقيق على الخشب والسرج التقليدي والمكحلة التقليدية المغربية ويتم حاليا توصيف حرفة البروكار، وسيتم تعميم هذه العملية لاحقا على باقي الأنشطة الحرفية التي تواجه صعوبات، بالإضافة إلى مشروع إحداث برنامج المصادقة على المنتوجات، حيث تم إنجاز 183 مواصفة من طرف الوزارة الوصية في فروع الجلد، النسيج، الفخار، النحاس والصياغة....وتعيين ثلاثة محلفين تابعين لقطاع الصناعة التقليدية للقيام بعملية مراقبة منتوجات الصناعة التقليدية، وضع برنامج مراقبة احترام المواصفات الإجبارية المتعلقة بانبعاث الرصاص والكادميوم، حيث تم إنجاز 7 عمليات مراقبة جودة منتوجات الفخار تم خلالها القيام ب 104 زيارات لوحدات إنتاج الفخار. وسيتم تعميم عمليات مراقبة الجودة على باقي منتوجات الصناعة التقليدية. وبخصوص دعم التسويق لدى الصناع الفرادى، أبرز عبد الرحيم ابن الخياط أهم المشاريع المرتبطة بالمحور، لخصها في مشروع إعادة تثمين ساحة للايدونة، الذي يقام على مساحة إجمالية 7500م2 تضم فندق 3 نجوم، قاعات عرض وبيع لفائدة الصناع التقليديين، مع مطعم راق و 4 مطاعم أخرى من المستوى المتوسط، مقهى الانترنيت، بنك، مكتب للبريد، مركز المعلومات للمدينة العتيقة، محل خاص بالوقاية المدنية، مركز لتكوين صناع الصفارين، 100 ورشة للأشغال النهائية والبيع، بغلاف مالي281 مليون درهم في إطار برنامج هيأة تحدي الألفية، منها 192 مليون درهم لاستكمال المشروع من طرف الحكومة المغربية موضوع اتفاقية وقعت خلال شهر يناير 2014، ثم مشروع إعادة تأهيل/ إعادة بناء أربعة فنادق الشماعين والسبيطريين والسطاونيين والبركة بغلاف مالي 83,94 مليون درهم في إطار برنامج هيأة تحدي الألفية، وقد تم الاتفاق على تخصيص غلاف مالي قدره 50 مليون درهم من طرف وزارة المالية لاستكمال الأشغال، إلى جانب مشروع إعداد وتأهيل المدارات السياحية المخصصة للصناعة التقليدية، بقيمة مالية 2.520.000 دولار أمريكي بفاسومراكش، حيث تم إحداث 6 مدارات سياحية تتضمن 2113 نقطة بيع لمنتجات وخدمات الصناعة التقليدية على مدار تجوال مسافته 21 كلم، منها 5 مدارات داخل أسوار المدينة العتيقة بطول 10,5 كلم. وقد تمت تسمية هذه المدارات اعتمادا على موضوعات «الصناعة التقليدية» و»مآثر وأسواق» و»معارف ومهارات» و»قصور وحدائق الأندلس» و»فاس الجديد» و»الأسوار والأبراج» . مشاريع أخرى لم يغفلها المتحدث وهي مرتبطة بدعم هيكلة نسيج المقاولات الصغرى والمتوسطة، كمشروع دعم تأهيل المقاولات الصغرى والمتوسطة الحالية، وذلك بتنظيم لقاءات تحسيسية لفائدة الصناع التقليديين حول « الصناعة التقليدية والملكية الفكرية»، إنجاز تشخيصات خاصة ب 13 مقاولة وعرضها على المصالح المختصة بالوزارة، يتضمن كل تشخيص عمليات التأهيل التي يجب القيام بها مرتبة حسب الأولوية، القيام بخبرة في مجال التلفيف، وضع آليات جديدة للدعم» مساندة، امتياز، إنماء « بتعاون مع الوكالة الوطنية لإنعاش مقاولات الصناعة التقليدية ANPME من أجل الرفع من مستوى المقاولات الصغرى والمتوسطة خاصة في ما يتعلق بالجوانب التقنية والتنظيمية، إحداث نقطة ارتكاز بالمديرية الجهوية للصناعة التقليدية بفاس لمواكبة المقاولات الراغبة في الاستفادة من برامج الدعم في إطار الدراسة التي تهم تقييم ورش دعم مقاولات الصناعة التقليدية ووضع منظومة جديدة لهذا الدعم، وهي حاليا في مراحلها الأخيرة من الإنجاز من طرف الوزارة الوصية ، وذلك بغلاف مالي قدر ب 7 ملايين درهم، إلى جانب مشروع دعم الصناع الفرادى لإنشاء مقاولات صغرى ومتوسطة جديدة، ومشروع إحداث منطقة الأنشطة الخاصة بمقاولات الصناعة التقليدية ب 48 مليون درهم. كما تطرق المدير الجهوي إلى جانب إنعاش الصناعة التقليدية بالجهة الموجهة للسياح، والذي خصص له غلاف مالي 5.700.000 دولار أمريكي بفاسومراكش، حيث شارك 299 صانعا تقليديا في 13 تظاهرة بالمغرب (مراكشوفاس)، و. م. الأمريكية، كوريا الجنوبية (سيول)، روسيا (موسكو)، اليابان (طوكيو) والبرازيل (ساوباولو) .....الخ، ومشروع إنعاش السوق الوطنية بقيمة 2,8 مليون درهم، من خلال تنظيم 9 معارض جهوية منذ انطلاق المخطط ، ومشاركة صناع الجهة في مجموعة من المعارض والمهرجانات (هيأة السلام، للمنتوجات المصممة، دار المعلمة، الأسواق المتنقلة، المعارض الوطنية، معرض الفرس، معرض الفلاحة ، من يدنا....إلخ)، ثم مشروع دعم التصدير لدى المقاولات الصغرى والمتوسطة بقيمة 4,2 مليون درهم، بفضل مشاركة مقاولات الجهة في مختلف المعارض والصالونات المهنية الدولية المنظمة من طرف مؤسسة دار الصانع «Domotex» «Maison et objet «AutumFair» ببرمينغام «Macef» بميلانو»Maison et objet « بباريس « Index « بدبي مهرجان مسقط «foire de paris» بفرنسا السوق المتنقل بتسع مدن إنجليزية المعرض الدولي»Bergamo» بإيطاليا معرض»Nancy» بفرنسا معرض الصناعة التقليدية بمونتريال بكندامعرض الإسكان»SMABXL» ببروكسيل ببلجيكا...إلخ. وقد وقف بالخياط في حديثه عند مشروع إحداث الشارة الوطنية للصناعة التقليدية، خصص لها مبلغ 1.110.000 دولار أمريكي بفاسومراكش في إطار برنامج هيأة تحدي الألفية، ومشروع المرافقة التجارية وإنعاش العلامات الجماعية للجهة بدعم قيمته 1,5 مليون درهم ، حيث تم وضع 7علامات جماعية للتصديق: مضمون/البلغةالزيوانية/البلغة المغربية/السرج التقليدي المغربي/السرج التقليدي المغربي أصيل / «لمكحلا» التقليدية المغربية/ البراد المغربي، ويتم حاليا وضع علامات جماعية للتصديق خاصة بالدباغة النباتية Eco Label وزليج فاس. وفي ما يخص التكوين والتأهيل تم إلى غاية نهاية سنة 2013 تكوين 1474 خريجا من أصل 2153 متدرجا بالتدرج المهني و132 خريجا من أصل 379 متدربا في التكوين النظامي وتنظيم 2164 يوما تكوينيا لفائدة 541 مستفيدا وإدراج التكوين عبر الوحدات المتنقلة كأول تجربة في القطاع، كما تصدرت فاس باقي المدن المغربية في عدد المسجلين في محو الأمية الوظيفية الممول في إطار برنامج تحدي الألفية ب 2610 صانع (منهم 1032 من الذكور و 1578 صانعة، أي بنسبة 60%). ومن جهة أخرى تم دعم البنيات التحتية للتكوين والتأهيل ببناء مركزين في إطار المبادرة الوطنية للتنمية الأول بالمرجة بغلاف مالي قدره 3.230.000,00 )بناء وتجهيز( والثاني بعين قادوس وهو في طور الإنجاز بغلاف مالي قدره 27.600.000,00 مليون درهم، كما تم بناء مركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية بغلاف مالي قدره 36.000.000,00 درهم الذي عرف زيارة بعض الشخصيات العالمية الهامة كولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وسفير المملكة المتحدة ورئيس «كابلدو تنيريفي» بجزر الكناري الإسبانية. وجدير ذكره، أنه تم إصلاح فندق الحفارين ودرازي الصاغة ودرب بنسالم وبناء دراز رحا الشمس إعادة بناء دراز درب الطويل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و سيتم ترميم وإعادة تأهيل (8) مشاريع بتكلفة مالية بلغت 119 مليون درهم أي 41,7 % من الغلاف المالي الإجمالي بمساهمة وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بمبلغ 8 مليون درهم منها 4 مليون درهم تم رصدها إلى وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس المكلفة بالبرنامج برسم سنة 2013، ويتعلق الأمر بثلاثة فنادق: الصاغة واعشيش والقطانين، وثلاث مدابغ تقليدية: شوارة وعين أزليتن وسيدي موسى، إضافة إلى قيسارية الكفاح وسوق الصباغين، وتعتبر هذه المشاريع مكملة للمخطط الجهوي للصناعة التقليدية بفاس. هذا، وقد صادق أعضاء مجلس جهة فاس صباح يوم الخميس 31 يناير 2014، على الحساب الإداري للسنة الماضية مع برمجة ميزانية التجهيز، وعلى مجموعة من اتفاقيات الشراكة التي تستهدف بالخصوص تقوية ودعم الأنشطة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والصحية على مستوى الجهة، تجمع بين مجلس الجهة وجمعية الأميرة للا سلمى لمحاربة داء السرطان ، دعم البنيات التحتية الصحية وتجهيزها وتوفير الخدمات الصحية الخاصة بمحاربة داء السرطان، يساهم بمقتضاها مجلس الجهة بمبلغ مالي يصل إلى 5 ملايين و 500 ألف درهم في تمويل مجمل المشاريع التي تستهدف تقوية وتعزيز التجهيزات الصحية الخاصة بمحاربة السرطان على مستوى الجهة والتي تبلغ قيمتها الإجمالية 189 مليونا و 200 ألف درهم، وأخرى تهم تمويل عملية اقتناء سيارات للتدخل لفائدة مصالح الأمن بقيمة مالية تصل إلى 3 ملايين درهم، وذلك من أجل تعزيز عمليات استتباب الأمن والسهر على طمأنينة المواطنين وسلامتهم، من خلال الاتفاقية مع ولاية الأمن بفاس والجماعة الحضرية لفاس. ومن أجل العناية بالطفولة والشباب خاصة الأطفال اليتامى والمتخلى عنهم، صادق أعضاء المجلس على اتفاقية شراكة بين هذا الأخير والمجتمع المدني في شخص منظمة بدائل للطفولة والشباب وذلك بتمويل بعض المشاريع التي تروم تحسين ظروف عيش هذه الفئات الاجتماعية، وأخرى مع بعض الجمعيات ترعى حماية البيئة والمحافظة على الموروث الثقافي صادق مجلس الجهة على عدة اتفاقيات.