بات من المؤكد أن رئيس حزب "التجمع الوطني للأحرار" عزيز أخنوش قد انتقل إلى السرعة القصوى، في سعيه لتقديم نفسه كبديل ومنقذ، استعدادا ل "معركة" استحقاقات 2021 التشريعية، والتي يراهن عليها لإزاحة "إسلاميي البيجيدي" من رئاسة الحكومة، التي احتكروها مرتين متتاليتين، و الجلوس على كرسي الرجل الثاني في هرم الدولة بعد الملك. فبعد أيام فقط من ترؤسه بمدينة أكادير، السبت الماضي، للمحطة الختامية للمؤتمرات الجهوية، أصدر كبير التجمعيين كتابا باللغة الفرنسية من 184 صفحة موسوم ب "La Voie de la Confiance"، أي "مسار الثقة". الكتاب وقع تقديمه عزيز أخنوش بنفسه، وورد تقديمه في 6 صفحات كاملة، أكد من خلالها أن السياسة قبل كل شيء هي إنتاج للأفكار الواضحة و المفهومة. لكن الملاحظ أن كتاب أخنوش المتضمن لعرضه السياسي لم يتحدث عن التكلفة المالية الإجمالية لتنزيل هذا "العرض السياسي" على أرض الواقع، رغم تحديده للمدة الزمنية لتحقيق ذلك، و التي حصرها في العام 2025، ومن الملاحظ أيضا أن الكتاب كان باللغة الفرنسية ولم يقدم إلى حدود الساعة "عرضه" في كتاب باللغة العربية. وفي هذا السياق علق أحد الظرفاء قائلا: "... كيف لأخنوش أن يعمم على المغاربة مخططه لإنقاذ المغرب من السكتة القلبية ويكون باللغة الفرنسية، فإذا كان ينوي بذلك استمالة أصوات المغاربة في انتخابات 2021 فليعلم أن 98 في المائة من الكتلة الناخبة يتحدثون اللغة العربية، و أغلبهم لا يفكون حتى حروف الهجاء، كما أن اللغة الرسمية للبلاد هي العربية". وبالعودة إلى مضمون الكتاب فقد عدد أخنوش في تقديم كتابه / العرض، المبادئ التي ينبني عليها "مسار الثقة" - كما سماه- والتي حصرها في ثلاث عبارات "المساواة - المسؤولية - المشاركة"، مؤكدا أن التغيير المنشود سيشعر به الجميع، واعدا بخلق مليوني فرصة عمل في أفق سنة 2025، وهي السنة التشريعية التي ستنتهي فيها ولاية الحكومة المقبلة (2021 - 2025).
أخنوش وفي تقديمه دائما، قال أن التغيير سيهم بالأساس 3 قطاعات، وهي التشغيل، الذي تحدث عنه الكتاب في 66 صفحة كاملة، مؤكدا أن مشروع حزبه يهم خلق مليوني فرصة عمل في ظرف 5 سنوات (بمعدل 400 ألف منصب شغل في السنة)، من خلال خلق خدمات القرب للشباب الذين لا تتوفر لديهم شهادات، إضافة إلى قطاعات أخرى على غرار صناعة السيارات و النسيج و الصناعة الفلاحية. عرض أخنوش في قطاع التشغيل يروم أيضا إلى تشجيع الاستثمارات الخاصة و اقتراح تحفيز و تشجيع الشركات الصغرى وتمويل الشباب و تمكينهم من القروض لولوج التنافسية الحرفية و المقاولاتية. أما القطاع الثاني الذي ركز عليه "كبير الأحرار" فهو قطاع التعليم، وخصص له الكتاب 45 صفحة، ويضم عرض الملياردير السوسي في هذا الجانب 14 إجراء لتجويد منظومة التعليم، مقترحا استفادة الأطفال البالغين ثلاث سنوات من التعليم الأولي، وتعميم تجربة "المدارس الجمعاتية" في العالم القروي، و الاعتناء باللغات العربية و الأمازيغية و الفرنسية و الانجليزية. وبخصوص وصفته للحد من الهذر المدرسي يقترح ابن منطقة تافراوت إدماج المنقطعين عن الدراسة في مراكز التربية غير النظامية و اعتماد نموذج بديل للتكوين المهني. القطاع الثالث الذي شمله "عرض" رئيس التجمعيين هو قطاع الصحة الذي وصفه ب "المعطوب"، مقترحا مجموعة من الاجراءات المهمة أهمها تمكين 90 في المائة من المغاربة في أفق سنة 2025 من التغطية الصحية بدل 52 في المائة حاليا، وبناء كلية طب في كل جهة لضمان العدالة المجالية، وخلق شبكات جهوية طبية مستقلة للتعامل مع الحالات المستعجلة. ومن بين مقترحات أخنوش في هذا الجانب تمكين المواطن من الاستفادة من الخدمات الصحية بشكل ناجع، مقترحا ارساء نظام طبيب الأسرة للتمكن من ولوج أقرب مركز صحي لكل مواطن، قصد تخفيف الضغط على المستشفيات الجهوية الكبرى.