بعد تسلل مجموعة من الجهاديين إلى مخيم الداخلة، تعيش مخيمات تندوف تحت رحمة انفلات أمني وُصف بالخطير، الأمر الذي أرخى بظلاله على الوضع بشكل عام بهذه الرقعة الجغرافية، حيث اندلعت شرارة مواجهات جرت أطوراها بين عناصر من مليشيات تابعة لجبهة البوليساريو وجماعات متطرفة. تأجج الأوضاع وحسب تقارير إعلامية، ساهم في توجيه انتقادات لاذعة إلى قيادة البوليساريو من طرف ساكنة المخيمات وحيال التوتر الحاصل بفعل وطأة الاشتباكات بين البوليساريو والجماعات المتطرفة، لم يتردد مجموعة من المسؤولين على رأس قيادة البوليساريو من فرض حظر التجوال خلال فترة الليل بسبب استمرار الانفلات الأمني.
ويأتي هذا الانفلات الأمني بعد أيام قليلة من نجاح المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من تفكيك خلية موالية لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، من ضمنها عنصر سبق له الالتحاق بمخيمات انفصاليي البوليساريو.
انتقاد لقيادة البوليساريو، ارتفعت حدته بسبب الأوضاع داخل مخيمات تندوف من جهة وبسبب ما سمي ب"الخروقات" البادية للعيان، خاصة بعد تعرض شاب من مخيم الداخلة للجلد لمجرد أنه خرج ليلا طمعا في البحث عن سيارة أجرة ليقلّ زوجته المريضة إلى المستشفى.
وبعد هذه الواقعة قالت حركة "خط الشهيد"، التيار المنشق عن تنظيم البوليساريو الانفصالي: "إن أمن المخيمات تحوّل في الفترة الأخيرة إلى وسيلة لحماية قيادة الجبهة والتستر على جرائمها وتأمين تجارتها السرية في التهريب والمخدرات"، كما أن ساكنة المخيمات نقلوا امتعاضهم بعد تعرّض الشاب الصحراوي للضرب على يدي ميليشيات البوليساريو.
ومن جهته كشف أحد الباحثين في شؤون الصحراء أن "المواجهات مع العناصر المسلحة تأتي تزامناً مع صدور أرقام من داخل البوليساريو تتحدث عن وجود حوالي 400 شاب جهادي يؤمنون بالفكر الإرهابي داخل المخيمات، وهو رقم مرتفع بالنظر إلى عدد الصحراويين بالمنطقة المختصين المخيمات باتت تشكل مرتعا حقيقيا لإنتاج المتطرفين بسبب انسداد الأفق واليأس الذي يجتاح الأوساط الشبابية.