تفيد مصادر من داخل المخيمات أن عشرات التجمعات تحاصر بشكل يومي مقر قيادة البوليساريو في الرابوني، كما تفيد صور التقطها ناشطون جمعويون لمنتدى مؤيدي الحكم الذاتي في تندوف (فورساتين)، توصلت بها "المغربية"، وتتضمن وقفات احتجاج رفع خلالها المتظاهرون الصحراويون شعارات من قبيل "لا للمراهنة على الوقت"، و"كفانا وعودا بلا وفاء"، في إشارة لوهم قادة في البوليساريو بإقامة دولة مزعومة في الصحراء المغربية، وهو الشعار الذي ضللت به الصحراويين وارتهنتهم به طيلة أربعة عقود. كما نشر الناشطون الصحراويون المعارضون للبوليساريو لقطات فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمن تنديد سكان المخيمات بالأوضاع المعيشية والقمع والحصار، خاصة بعد نشر تقارير دولية تؤكد قيام البوليساريو ومسؤولين جزائريين بالاتجار في المساعدات الإنسانية، التي تقدمها منظمات دولية لفائدة الصحراويين المحتجزين في المخيمات، عثر عليها في أسواق دول الجوار، موريتانيا ومالي والنيجر، وأيضا داخل أسواق في الجزائر، وتتكون من أدوية ومواد غذائية. وبالتزامن مع شعار "ارحل"، الذي يرفعه المتظاهرون في مخيمات تندوف، دعا منشقون عما يسمى بالجيش الصحراوي، إلى تنحي محمد عبد العزيز، كما طالبوا، في بيان نشر عبر الإنترنيت، برحيل مجموعة القياديين العسكريين بالرابوني والنواحي العسكرية، يتهمهم الصحراويون بالبطش واستعمال العنف ضد السكان. ويظهر شريط الفيديو، الذي نشرته قناة العيون الجهوية في نشرتها الإخبارية، أول أمس الأربعاء، خمسة شباب ملثمين بزيهم العسكري، منشقين عن ميليشيات البوليساريو، تلا بعضهم بيانا، وصف القائمين على النظام العسكري في البوليساريو بالديكتاتوريين والفاسدين. وكشف شريط الفيديو فضيحة من العيار الثقيل لعناصر في ميليشيات البوليساريو، يؤكد المنشقون أنهم متورطون في "تهريب الممنوعات، والمتاجرة بالمخدرات، ومراكمة الثروات". وأضاف المصدر أن "قياديي الجبهة أصبحوا من كبار أباطرة المخدرات، يستغلون المجندين في ميليشياتهم للقيام بكل الممنوعات، ما جعل كل المنضوين تحت لواء تلك الميليشيات عبارة عن قطاع طرق"، ويقول بيان المنشقين عن ميليشيا البوليساريو إن "الظروف المزرية، بسبب هزالة الرواتب والمعاشات المدفوعة للمقاتلين، تدفع بهم للانخراط في شبكات التهريب، والمشاريع الإجرامية الأخرى".