وجه الناشط الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود نداء للمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات عاجلة من أجل وضع حد للقمع الوحشي الذي تمارسه ميليشيات «البوليساريو» ضد المدنيين والمتظاهرين بمخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال مصطفى سلمى، الممنوع من العودة إلى تندوف لدعمه مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، إن ميليشيات «البوليساريو» قمعت بعنف المظاهرات التي نظمت السبت الماضي أمام مكتب محمد عبد العزيز ببلدة الرابوني. وأضاف الناشط الصحراوي أن نحو عشرة من المشاركين أصيبوا إصابات متفاوتة، وأن 13 شخصا آخرين اعتقلوا خلال اليومين الماضيين، وتم اقتيادهم إلى سجن «الذهيبي» في تندوف، حيث حرموا من الاتصال بعائلاتهم ومع الخارج. وتابع مصطفى سلمى، من نواكشوط حيث يقيم منذ طردته «البوليساريو» قبل سنتين، أن السجناء يرفضون علاجهم من قبل المصالح الصحية التي بعث بها «البوليساريو» ويهددون بالإضراب عن الطعام ابتداء من أول أمس الثلاثاء، ويطالبون ب»إيفاد بعثة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أو أي طرف آخر مستقل». وأشار من جهة أخرى إلى أن غالبية المعتقلين من قبل ميليشيات البوليساريو ينحدرون من قبيلة الشابة الصحراوية محجوبة محمد حمدي داف التي أفرج عنها الأسبوع الماضي بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاز بتندوف. وانتقد المفتش العام السابق ل»شرطة البوليساريو»، في هذا السياق، صمت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الإسبانية عن موضوع القمع بالمخيمات والاعتقالات التعسفية التي طالت المشاركين في هذه المظاهرة السلمية. ونشر الناشط الصحراوي، أيضا، شريط فيديو على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يظهر القمع والتدخل العنيف لمليشيات «البوليساريو» بتندوف. يشار إلى أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي تنظم فيها مظاهرات بمخيمات تندوف ضد قيادة البوليساريو، ويتم قمعها من قبل الميليشيات والقوات المسلحة الجزائرية. ففي 23 يناير 2014، قام 400 متظاهر بالمخيم المسمى «سمارة» في تندوف، وعلى إثر اعتقال ثلاثة متظاهرين صحراويين شباب، بتخريب مركز وتكسير سيارتين لميليشيا «البوليساريو». وقد تم قمع هذا التمرد بعنف من قبل عناصر أمن الانفصاليين.